وفي رواية : فأطعمتهما ثلاث تمرات، فأعطت كل واحدة منهما تمرة، ورفعت إلى فيها تمرة لتأكلها، فاستطعمتها ابنتاها ، فشقت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها بينهما، فأعجبني شأنها، فذكرت الذي صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "إن الله قد أوجب لها بها الجنة"، أو "أعتقها بها من النار .
(قوله : " من ابتلي بشيء من البنات فأحسن إليهن كن له سترا من النار ") ابتلي : امتحن واختبر . وأحسن إليهن : صانهن وقام بما يصلحهن ، ونظر في أصلح الأحوال لهن ، فمن فعل ذلك ، وقصد به وجه الله تعالى ، عافاه الله تعالى من النار ، وباعده منها ، وهو المعبر عنه بالستر من النار . ولا شك في أن من لم يدخل النار دخل الجنة ، وقد دل على ذلك قوله في الرواية الأخرى في المرأة التي قسمت التمرة بين بنتيها : إن الله قد أوجب لها الجنة وأعاذها من النار .
و (قوله : " بشيء من البنات ") يفيد بحكم عمومه : أن الستر من النار يحصل بالإحسان إلى واحدة من البنات ، فأما إذا عال زيادة على الواحدة فيحصل له زيادة على الستر من النار السبق مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الجنة ، كما جاء في الحديث الآخر ، وهو قوله : " من عال جاريتين حتى تبلغا ، جاء يوم القيامة أنا وهو . وضم بين أصابعه " .