وفي رواية : قال: "ما أعددت للساعة؟" قال: حب الله ورسوله . قال: فإنك مع من أحببت. قال nindex.php?page=showalam&ids=9أنس: فما فرحنا بعد الإسلام فرحا أشد من قول النبي صلى الله عليه وسلم: "فإنك مع من أحببت". قال nindex.php?page=showalam&ids=9أنس: فأنا أحب الله ورسوله وأبا بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر، فأرجو أن أكون معهم، وإن لم أعمل بأعمالهم.
رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ( 3 \ 192 )، nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري (3688)، nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم (2639) (163 و 164)، nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود (5127)، nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي (2385).
(قوله : فلقينا رجلا عند سدة المسجد ) يعني : عند باب المسجد ، والسدة تقال على ما يسد به الباب ، وعلى المسدود الذي هو الباب .
و (قوله : فكأن الرجل استكان ) أي : سكن تذللا .
و (قوله : ما أعددت لها كبير صلاة ، ولا صيام ، ولا صدقة ) يعني بذلك : النوافل من الصلاة والصدقة ، والصوم ، لأن الفرائض لا بد له ولغيره من فعلها ، فيكون معناه : أنه لم يأت منها بالكثير الذي يعتمد عليه ، ويرتجى دخول الجنة [ ص: 647 ] بسببه ، هذا ظاهره ، ويحتمل أن يكون أراد أن الذي فعله من تلك الأمور - وإن كان كثيرا- فإنه محتقر بالنسبة إلى ما عنده من محبة الله تعالى ورسوله ، فكأنه ظهر له أن محبة الله ورسوله أفضل الأعمال وأعظم القرب ، فجعلها عمدته ، واتخذها عدته ، والله تعالى أعلم .
و (قوله : " فأنت مع من أحببت ") قد تكلمنا عليه في غير موضع .
و (قوله : ما فرحنا بعد الإسلام فرحا أشد من قول النبي صلى الله عليه وسلم ) هكذا وقع هذا اللفظ في الأصول ، وفيه حذف وتوسع ، تقديره : فما فرحنا فرحا أشد من فرحنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم ذلك القول ، وسكت عن ذلك المحذوف للعلم به . وإنما كان فرحهم بذلك أشد ، لأنهم لم يسمعوا أن في أعمال البر ما يحصل به ذلك المعنى من القرب من النبي صلى الله عليه وسلم ، والكون معه ؛ إلا حب الله ورسوله ، فأعظم بأمر يلحق المقصر بالمشمر ، والمتأخر بالمتقدم . ولما فهم nindex.php?page=showalam&ids=9أنس أن هذا اللفظ محمول على عمومه علق به رجاءه ، وحقق فيه ظنه ، فقال : أنا أحب الله ورسوله وأبا بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر ، فأرجو أن أكون معهم ، وإن لم أعمل بأعمالهم . والوجه الذي تمسك به nindex.php?page=showalam&ids=9أنس يشمل من المسلمين المحبين كل ذي نفس ، فلذلك تعلقت أطماعنا بذلك ؛ وإن كنا مقصرين ، ورجونا رحمة الرحمن ، وإن كنا غير مستأهلين .