[ ص: 707 ] وظاهر هذا الحديث أن الذي يرفع إنما هو العمل بالعلم ، لا نفس العلم ، وهذا بخلاف ما ظهر من حديث nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر ، فإنه صريح في رفع العلم .
[ ص: 708 ] قلت : ولا تباعد فيهما ، فإنه إذا ذهب العلم بموت العلماء ، خلفهم الجهال ، فأفتوا بالجهل ، فعمل به ، فذهب العلم والعمل ، وإن كانت المصاحف والكتب بأيدي الناس ، كما اتفق لأهل الكتابين من قبلنا ، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزياد على ما نص عليه nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي : " ثكلتك أمك زياد ، هذه التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى " وذلك أن علماءهم لما انقرضوا خلفهم جهالهم ، فحرفوا الكتاب ، وجهلوا المعاني ، فعملوا بالجهل ، وأفتوا به ، فارتفع العلم والعمل ، وبقيت أشخاص الكتب لا تغني شيئا . وقد تقدم الكلام على قوله : " من سن في الإسلام سنة حسنة " في كتاب الزكاة .