المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
4883 [ 2636 ] وعن أبي هريرة ، قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة ؟ قال : أما لو قلت حين أمسيت : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ; لم تضرك .

رواه أحمد (2 \ 375) ، ومسلم (2709) .


[ ص: 36 ] (11) ومن باب : ما يقول إذا نزل منزلا وعند النوم

(قوله : " إذا نزل أحدكم منزلا ، فليقل : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ") قيل : معناه : الكاملات اللاتي لا يلحقها نقص ، ولا عيب ، كما يلحق كلام البشر . وقيل : معناه : الشافية الكافية . وقيل : الكلمات هنا هي : القرآن ; فإن الله تعالى قد أخبر عنه بأنه هدى وشفاء ، وهذا الأمر على جهة الإرشاد إلى ما يدفع به الأذى ، ولما كان ذلك استعاذة بصفات الله تعالى ، والتجاء إليه ، كان ذلك من باب المندوب إليه ، المرغب فيه . وعلى هذا فحق المتعوذ بالله تعالى ، وبأسمائه وصفاته أن يصدق الله في التجائه إليه ، ويتوكل في ذلك عليه ، ويحضر ذلك في قلبه ، فمتى فعل ذلك وصل إلى منتهى طلبه ، ومغفرة ذنبه .

و (قوله : " فإنه لا يضره شيء حتى يرتحل منه ") هذا خبر صحيح ، وقول صادق ، علمنا صدقه دليلا وتجربة ، فإني منذ سمعت هذا الخبر عملت عليه ، فلم يضرني شيء إلى أن تركته ، فلدغتني عقرب بالمهدية ليلا ، فتفكرت في نفسي ، فإذا بي قد نسيت أن أتعوذ بتلك الكلمات ، فقلت لنفسي - ذاما لها وموبخا - ما قاله صلى الله عليه وسلم [ ص: 37 ] للرجل الملدوغ : " أما إنك لو قلت حين أمسيت : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق . لم تضرك " .

التالي السابق


الخدمات العلمية