و (قوله : " سبحان الله ، وبحمده ") هذا الكلام على اختصاره جملتان ; إحداهما : جملة سبحان الله ; فإنها واقعة موقع المصدر ، والمصدر يدل على صدره ، فكأنه قال : سبحت الله التسبيح الكثير ، أو التسبيح كله ، على قول من قال : إن سبحان الله : اسم علم للتسبيح ، وبحمده : متعلق بمحذوف تقديره : وأثني [ ص: 53 ] عليه بحمده ; أي : بذكر صفات كماله وجلاله ، فهذه جملة ثانية غير الجملة الأولى .
و (قوله : " مداد كلماته ") هو بكسر الميم ، وبألف بين الدالين ، ويعني به : كلامه القديم المنزه عن الحروف والأصوات ، وعن الانقطاع ، والتغييرات ، كما قال تعالى : قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا [ الكهف : 109 ] وزنة عرشه ; أي : وزنه الذي لا يعلم مقداره إلا الله . ورضا نفسه : يعني أن رضاه عمن رضي عنه من النبيين والصالحين لا ينقطع ولا ينقضي ، وإنما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم هذه الأمور على جهة الإغياء والكثرة التي لا تنحصر ، منبها على أن الذاكر بهذه الكلمات ينبغي له أن يكون بحيث لو تمكن من تسبيح الله وتحميده وتعظيمه عددا لا يتناهى ولا ينحصر ، لفعل ذلك ، فحصل له من الثواب ما لا يدخل في حساب .