رواه أحمد (4 \ 327) ، والبخاري (3158) ، ومسلم (2961) ، والترمذي (2462) ، وابن ماجه (3997) .
و (قوله : فوافوا صلاة الفجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ) أي : جاؤوا فاجتمعوا عند صلاة الصبح معه ليقسم بينهم ما جاء به أبو عبيدة ; لأنهم أرهقتهم الحاجة والفاقة التي كانوا عليها ، لا الحرص على الدنيا ، ولا الرغبة فيها ، ولذلك قال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أبشروا وأملوا ما يسركم " ، وهذا تهوين منه عليهم ما هم فيه من الشدة ، وبشارة لهم بتعجيل الفتح عليهم .
و (قوله : " والله ما الفقر أخشى عليكم ") الفقر منصوب على أنه مفعول مقدم [ ص: 113 ] بـ (أخشى) ، ولا يجوز رفعه إلا على وجه بعيد ، وهو أن يحذف ضمير المفعول ، ونعامله معاملة الملفوظ ، كما قال امرؤ القيس :
و (قوله : " فتنافسوها كما تنافسوها ") أي : تتحاسدون فيها ، فتختلفون وتتقاتلون فيهلك بعضكم بعضا ، كما قد ظهر ووجد ، وقد سمى في هذا الحديث التحاسد تنافسا ; توسعا ، لقرب ما بينهما ، وقد بينا حقيقة كل واحد منهما فيما تقدم ، ومعنى تلهيكم : تشغلكم عن أمور دينكم ، وعن الاستعداد لآخرتكم .