و (قوله : " انظروا إلى من هو أسفل منكم ، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم ") أي : اعتبروا بمن فضلتم عليه في المال ، والخلق ، والعافية ، فيظهر عليكم ما أنعم الله به عليكم فتشكرونه على ذلك ، فتقومون بحق النعمة ، وذلك بخلاف ما إذا نظر إلى ما فضل عليه غيره من ذلك ; فإنه يضمحل عنده ما أنعم الله عليه به من النعم ، ويحتقرها ، فلا يحسبها نعما ، فينسى حق الله فيها ، وربما حمله ذلك النظر إلى أن تمتد عينه إلى الدنيا فينافس أهلا ، ويتقطع لحسرة فوتها ، ويحسد أهلها ، وذلك هو الهلاك في الدنيا والآخرة .
و (قوله : " فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم ") هو عائد على مصدر : انظروا ، وأجدر بمعنى أحق وأوجب ، والازدراء : الاحتقار .