(قوله : خطبنا nindex.php?page=showalam&ids=364عتبة بن غزوان - وكان أميرا على البصرة -) عتبة هذا - رضي الله عنه - مازني ، وحليف لبني نوفل ، قديم الإسلام . أسلم سابع سبعة كما [ ص: 123 ] قال . وهاجر وشهد المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بدرا والمشاهد كلها ، أمره nindex.php?page=showalam&ids=2عمر - رضي الله عنه - على جيش ، فتوجه إلى العراق ، ففتح الأبلة والبصرة ووليها ، وبنى مسجدها الأعظم بالقصب ، ثم إنه حج فاستعفى nindex.php?page=showalam&ids=2عمر عن ولاية البصرة ، فلم يعفه فقال : اللهم لا تردني إليها ، فسقط عن راحلته ، فمات سنة سبع عشرة ، وهو منصرف من مكة إلى البصرة ، بموضع يقال له : معذر ، ببني سليم ، قاله ابن سعد . ويقال : مات بالربذة ، قاله المدائني .
و (قوله : إن الدنيا قد آذنت بصرم ) أي : أشعرت وأعلمت بزوال وانقطاع .
و (قوله : وولت حذاء ) أي : سريعة خفيفة ، ومنه قيل للقطاة : حذاء ، أي : منقطعة الذنب قصيرته ، ويقال : حمار أحذ : إذا كان قصير الذنب ، حكاه أبو عبيد ، وهذا مثل كأنه قال : إن الدنيا قد انقطعت مسرعة .
و (قوله : فانتقلوا بخير ما بحضرتكم ) أي : ارتحلوا إلى الآخرة بخير ما يحضركم من أعمال البر . جعل الخير المتمكن منه كالحاضر .
و (قوله : فإنه قد ذكر لنا أن الحجر ليلقى من شفير جهنم . . . الحديث إلى آخره) يعني : أنه ذكر له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك ; لأن مثل هذا لا يعرف إلا من جهة النبي صلى الله عليه وسلم ، فكأنه لم يسمعه هو من النبي صلى الله عليه وسلم ، سمعه من غيره ، فسكت عنه إما [ ص: 124 ] نسيانا ، وإما لأمر يسوغ له ذلك . ويحتمل أن يكون سمعه هو من النبي صلى الله عليه وسلم ، وسكت عن رفعه للعلم بذلك . وشفير جهنم : حرفها الأعلى . وحرف كل شيء أعلاه وشفيره . ومنه : شفير العين . ومصراع الباب : ما بين عضادتيه ، وجمعه مصاريع ، وهو ما يسده الغلق .
و (قوله : وهو كظيظ من الزحام ) أي : ممتلئ منه . يقال : كظه الشراب كظيظا . وقرحت أشداقنا ، أي : تقرحت ، أي : انجرحت من خشونة الورق . والبردة : الشملة ، والعرب تسمي الكساء الذي يلتحف به بردة ، والبرد - بغير تاء - : نوع من نوع ثياب اليمن الموشية .
و (قوله : حتى يكون آخر عاقبتها ملكا ) يعني أنهم يعدلون عن سنن النبيين وخلفائهم إلى الإقبال على الدنيا واتباع الهوى . وهذه أحوال أكثر الملوك ، فأما من سلك سبيل الصدر الأول الذي هو زمان النبوة والخلافة من العدل واتباع الحق ، والإعراض عن الدنيا ، فهو من خلفاء الأنبياء ، وإن تأخر زمانه ، nindex.php?page=showalam&ids=16673كعمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه - إذ لم يكن بعد الخلفاء من سلك سبيلهم ، واقتدى بهم في غالب أحوالهم غيره ، رضي الله عنه . لا جرم هو معدود منهم ، وداخل في زمرتهم إن شاء الله تعالى .