و (قوله : " فيقال له : انظر إلى مقعدك من النار ") أي : لو لم تؤمن ولم تقم بحجتك ، قد أبدلك الله تعالى به مقعدا من الجنة لما قمت بحجتك .
و (قوله : " فيراهما جميعا ") يدل على أن رؤيته لهما حقيقة بالعين ، وعلى هذا فيحيا الميت في قبره حياة محققة بحيث يرى ويسمع ويسأل ويتكلم ، وعلى هذا تدل أدلة الكتاب والسنة في غير ما موضع . والحكمة في أن الله تعالى يريه إياهما ليعلم قدر نعمة الله ، فيما صرف عنه من عذاب جهنم ، وفيما أوصل إليه من كرامة الجنة .
و (قوله : " فيفسح له في قبره ") أي : يوسع له فيه سبعون ذراعا ، فيحتمل البقاء على ظاهره ، ويكون معناه : أنه ترفع الموانع عن بصره ، فيبصر مما يجاوره مقدار سبعين ذراعا ، حتى لا تناله ظلمة القبر ولا ضيقه ، متى رد روحه فيه إليه .
[ ص: 148 ] ويحتمل أن يكون ذلك كله استعارة عن سعة رحمة الله تعالى له ، وإكرامه إياه . والأول أولى ، والله تعالى أعلم .
و (قوله : " ويملأ عليه خضرا ") أي : نعما غضة ناعمة ، وأصله من خضرة الشجر ، والخضر - بكسر الضاد - : اسم جنس للنبات الرطب الأخضر .