رواه أحمد (1 \ 235) ، والبخاري (4625) ، ومسلم (2860) ، وأبو داود (58) ، والترمذي (2423) ، والنسائي (4 \ 116) .
و (قوله : كما بدأنا أول خلق نعيده [ الأنبياء : 104 ]) أي : يعيده على خلقته الأولى لا ينقص منها شيء .
و (قوله : " ألا إن أول الناس يكسى يوم القيامة إبراهيم عليه السلام ") هذا ، يدل على أن الناس كلهم - الأنبياء وغيرهم - يحشرون عراة ، كما قال في الحديث [ ص: 153 ] المتقدم ، وأن أهل السعادة يكسون من ثياب الجنة ، ولا شك في أن من كسي من ثياب الجنة فقد لبس جبة تقيه مكاره الحشر وعرقه ، وحر الشمس والنار ، وغير ذلك ، فظاهر عمومه يقتضي : أن إبراهيم يكسى قبل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، فيجوز أن يكون هذا من خصائص إبراهيم ، كما قد خص موسى - عليه السلام - بأن النبي صلى الله عليه وسلم يجده متعلقا بساق العرش ، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم أول من تنشق عنه الأرض ، ولا يلزم من هذا أن يكونا أفضل منه مطلقا ، بل : هو أفضل من وافى القيامة ، وسيد ولد آدم ، كما دللنا عليه فيما تقدم ، ويجوز أن يراد بالناس من عداه من الناس ، فلم يدخل تحت خطاب نفسه ، والله تعالى أعلم . وقد تقدم القول على قوله : " إنهم لم يزالوا مرتدين منذ فارقتهم " .