رواه أحمد (6 \ 47) ، والبخاري (4939) ، ومسلم (2876) (79 و 80) ، وأبو داود (3093) ، والترمذي (2426 و 3337) .
و (قوله : " من حوسب يوم القيامة عذب ") يعني حساب مناقشة ومطالبة ، كما قال في اللفظ الآخر : " من نوقش المحاسبة " . والمناقشة : الاستقصاء في المطالبة بالجليل والحقير ، والصغير والكبير ، وترك المسامحة في شيء من ذلك . قال nindex.php?page=showalam&ids=12002الهروي : يقال : انتقشت منه حقي ; أي : استقصيته منه .
و (قوله : " عذب ") ظاهره : عذاب النار جزاء عن سيئات ما أظهره حسابه . ويدل على ذلك قوله " هلك " أي بالعذاب في النار . ويجوز أن يكون عذاب بعض من يناقش نفس المناقشة ، وما يلازمها من التوبيخ واللوم ، ثم يغفر الله تعالى ، كما حكي أن بعض الصالحين رؤي في النوم بعد موته ، فقيل له : ما فعل الله بك ؟ فقال : حاسبونا فدققوا ، ثم منوا فأعتقوا . واعتراض nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة - رضي الله عنها - بقول الله تعالى : فسوف يحاسب حسابا يسيرا [ الانشقاق : 8 ] إنما حملها عليه أنها تمسكت بظاهر لفظ الحساب ; لأنه يتناول القليل والكثير ، ولو سمعت لفظ المناقشة لما وقع لها ذلك ، والله تعالى أعلم .
[ ص: 158 ] و (قوله : " إنما ذلك العرض ") يعني : أن الحساب المذكور في الآية إنما هو أن تعرض أعمال المؤمن عليه ، ويوقف عليها تفصيلا حتى يعرف منة الله تعالى عليه في سترها عليه في الدنيا ، وفي عفوه عنها في الآخرة ، كما جاء في حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر الآتي بعد هذا .