[ ص: 173 ] و (قوله : " إن في الجنة لشجرة يسير الراكب الجواد المضمر السريع مائة عام لا يقطعها ") الرواية التي لا يعرف غيرها (الراكب) مرفوع ، فاعل : يسير ، والجواد : منصوب مفعول بيسير ، والمضمر : نعته ، وكذلك السريع ، ومعناه : يجري الراكب فرسه السريع الذي قد ضمر هذه المدة فلا يقطعها ، وقيل : هي شجرة طوبى ، والله تعالى أعلم . وقد تقدم القول في تضمير الخيل في كتاب الجهاد . ومعنى ظلها : نعيمها وراحتها ، من قولهم : عيش ظليل ، وقيل : معنى ظلها : ذراها وناحيتها وكنفها ، كما يقال : أنا في ظلك ، أي : في كنفك وحوطتك .
[ ص: 174 ] قلت : والذي أحوج إلى هذين التأويلين أن الظل المتعارف عندنا إنما هو وقاية عن حر الشمس وأذاها ، وليس في الجنة شمس ، وإنما هي أنوار متوالية لا حر فيها ، ولا قر ، بل : لذات متوالية ، ونعم متتابعة .