[ ص: 573 ] (24) ومن باب : الولد من ماء الرجل والمرأة
الحبر : العالم ، يقال بفتح الحاء وكسرها ، فأما الحبر للمداد فبالكسر لا غير .
ونكت النبي - صلى الله عليه وسلم - الأرض بعود معه : هو ضربه فيها ، وهذا العود هو المسمى : بالمخصرة ، وهو الذي جرت عوائد رؤساء العرب وكبرائهم باستعمالها ، بحيث تصل إلى خصره ، ويشغل بها يديه من العبث ، وإنما يفعل ذلك النكت المتفكر .
و (قوله : " أين يكون الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض ") هذا يدل على أن معنى هذا التبديل : إزالة هذه الأرض ، والإتيان بأرض أخرى ، لا كما قاله كثير من الناس : أنها تبدل صفاتها وأحوالها فتسوى آكامها ، وتغير صفاتها ، وتمد مد الأديم ، ولو كان هذا لما أشكل كون الناس فيها عند تبديلها ، ولما جمعوا على الصراط حينئذ .
وقد دل على صحة الظاهر المتقدم حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ; إذ سألت عن [ ص: 574 ] هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ فقال مجيبا لها : " على الصراط " . والأرض المبدلة هي الأرض التي ذكرها في حديث nindex.php?page=showalam&ids=31سهل بن سعد حيث قال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=662006يحشر الناس على أرض بيضاء عفراء ، ليس فيها علم لأحد " ، وهذا الحشر هو جمعهم فيها بعد أن كانوا على الصراط ، والله أعلم .
وقال العكاظي : تمد الأرض مد الأديم ، ثم يزجر الله الخلق زجرة ، فإذا هم في الأرض الثانية ، في مثل مواضعهم من الأرض الأولى ، والله أعلم بكيفية ذلك .
و (قوله : " فما غداؤهم ") بفتح الغين وبالدال المهملة ، وللسمرقندي : غذاؤهم بكسر الغين وبالذال المعجمة ، والأظهر أنه تصحيف .
[ ص: 575 ] و (قوله : " تسمى سلسبيلا ") أي : سلسة السبيل ، سهلة المشرع ، يقال : شراب سلسل ، وسلسال ، وسلسبيل . عن nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد وقيل عنه : شديد الجرية ، قال الشاعر :
... ... ... ... كأسا تصفق بالرحيق السلسل
وقال nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : عين تنبع من تحت العرش من جنة عدن إلى الجنان .