و (قوله : " ناركم هذه التي يوقد ابن آدم جزء من سبعين جزءا من نار جهنم ") يعني : أنه لو جمع كل ما في الوجود من النار التي يوقدها بنو آدم لكانت جزءا من أجزاء جهنم المذكورة ، وبيانه : أنه لو جمع حطب الدنيا فوقد كله حتى صار نارا ، لكان الجزء الواحد من أجزاء نار جهنم الذي هو من سبعين جزءا ، أشد من حر نار الدنيا ، كما بينه في آخر الحديث .
و (قولهم : والله إن كانت لكافية ) ، إن : في مثل هذا الموضع مخففة من الثقيلة عند البصريين ، وهذه اللام هي المفرقة بين إن النافية والمخففة من الثقيلة ، وهي عند الكوفيين بمعنى ما ، واللام بمعنى إلا ، تقديره عندهم : ما كانت إلا كافية . وعند البصريين : إنها كانت كافية . فأجابهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنها كما فضلت عليها في المقدار والعدد بتسعة وستين جزءا فضلت عليها في شدة الحر بتسعة وتسعين ضعفا .