وفي رواية : قال : ما بين منكبي الكافر في النار مسيرة ثلاثة أيام للراكب المسرع .
رواه مسلم (2851 و 2852) ، والترمذي (2579) .
و (قوله : " ضرس الكافر ، أو ناب الكافر مثل أحد . . . الحديث ") إنما عظم خلقه ليعظم عذابه ويتضاعف ، وهذا إنما هو في بعض الكفار ، بدليل أنه قد جاءت أحاديث أخر تدل على أن المتكبرين يحشرون يوم القيامة أمثال الذر في [ ص: 189 ] صور الرجال ، يساقون إلى سجن في جهنم يسمى : " بولس " وقد تقدم قوله : " إن أهون أهل النار عذابا من في رجليه نعلان من نار تغلي منها دماغه ، وهو أبو طالب " . ولا شك في أن الكفار في عذاب جهنم متفاوتون ، كما قد علم من الكتاب والسنة ، ولأنا نعلم على القطع والثبات أنه ليس عذاب من قتل الأنبياء والمسلمين وفتك فيهم ، وأفسد في الأرض وكفر ، مساويا لعذاب من كفر فقط ، وأحسن للأنبياء والمسلمين ، وهذا البحث ينبني على أن الكفار مخاطبون بفروع الشريعة ، وقد ذكرنا ذلك في الأصول .