قال : فاستحلفه nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز بالله الذي لا إله إلا هو - ثلاث مرات - أن أباه حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : فحلف له .
و (قوله في الرواية الأخرى : " فيغفرها لهم ") أي : يسقط المؤاخذة عنهم بها حتى كأنهم لم يذنبوا ، ومعنى قوله : " ويضعها على اليهود والنصارى أي : أنه يضاعف عليهم عذاب ذنوبهم حتى يكون عذابهم بقدر جرمهم ، وجرم مذنبي المسلمين لو أخذوا بذلك ، وله تعالى أن يضاعف لمن يشاء العذاب ، ويخففه عمن يشاء ، بحكم إرادته ومشيئته ; إذ لا يسأل عما يفعل وهم يسألون . ولما كان خلاص المؤمن من ذنوبه عندما يدفع له الكافر سمي بذلك فكاكا كما سمي تخليص الرهن من يد المرتهن : فكاكا .
وأما قوله في الرواية الأخرى : " لا يموت مسلم إلا أدخل الله مكانه النار يهوديا أو نصرانيا " ، فيعني بذلك - والله أعلم - أن المسلم المذنب لما كان يستحق [ ص: 202 ] مكانا من النار بسبب ذنوبه ، وعفا الله تعالى عنه ، وبقي مكانه خاليا منه ، أضاف الله ذلك المكان إلى يهودي أو نصراني ليعذب فيه ، زيادة على تعذيب مكانه الذي يستحقه بسبب كفره ، ويشهد لذلك قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس للمؤمن الذي ثبت عند السؤال في القبر : " nindex.php?page=hadith&LINKID=651252فيقال له : انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة " ، وقد تقدم الكلام عليه ، وإنما احتاج علماؤنا لتأويل ألفاظ حديث nindex.php?page=showalam&ids=110أبي موسى المذكور في هذا الحديث لما عارضها من قوله تعالى : ولا تزر وازرة وزر أخرى [الإسراء : 15 ] ولقوله : وأن ليس للإنسان إلا ما سعى [ النجم : 39 ] ولقوله : وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى [ فاطر : 18 ] ولقوله تعالى : كل نفس بما كسبت رهينة [ المدثر : 38 ] ولقوله صلى الله عليه وسلم : " ألا لا يجني جان إلا على نفسه " ، ومثله كثير . وعلى الجملة فهي قاعدة معلومة من الشرع لا يختلف فيها .