رواه أحمد (2 \ 201) ، ومسلم (2941) ، وأبو داود (4310) .
(10) ومن باب : الآيات العشر التي تكون قبل قيام الساعة
حذيفة بن أسيد : هو بفتح الهمزة وكسر السين ، يكنى أبا سريحة ، بفتح السين وكسر الراء ، وهو غفاري كان ممن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة ، يعد [ ص: 239 ] في الكوفيين وبالكوفة مات ، وحديث nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة في العشر الآيات رواه nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة عن فرات القزاز عن nindex.php?page=showalam&ids=11871أبي الطفيل ، عن nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة على نص ما ذكرناه في المختصر ، والعشر الآيات فيه مجموعة غير مرتبة ، وقد رواه nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة عن فرات ، فجاء بها مرتبة مجموعة ، فكانت هذه الرواية بالذكر في المختصر أولى ، لكن لم يقدر ذلك ، فلنذكر هذه الرواية هنا . قال nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة : nindex.php?page=hadith&LINKID=662171كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في غرفة ونحن أسفل منه ، فاطلع إلينا ، فقال : " ما تذكرون ؟ " قلنا : الساعة ، قال : إن الساعة لا تكون حتى تكون عشر آيات : خسف بالمشرق ، وخسف بالمغرب ، وخسف في جزيرة العرب ، والدخان ، والدجال ، ودابة الأرض ، ويأجوج ومأجوج ، وطلوع الشمس من مغربها ، ونار تخرج من قعر عدن ترحل الناس " . قال nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة : وحدثني nindex.php?page=showalam&ids=16376عبد العزيز بن رفيع عن nindex.php?page=showalam&ids=11871أبي الطفيل عن أبي سريحة مثل ذلك ، لا يذكر النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال أحدهما في العاشرة : ونزول عيسى ابن مريم . وقال الآخر : وريح تلقي الناس في البحر . وهذه الرواية مرتبة محسنة ، فلنرد إليها الرواية التي لا ترتيب فيها ، فأول هذه الآيات : الخسوفات الثلاثة ، وقد وقع بعضها . ذكر nindex.php?page=showalam&ids=11890أبو الفرج الجوزي : أنها وقعت بعراق العجم زلازل وخسوفات هائلة ، هلك بسببها خلق كثير ، وقد سمعنا ونحن بالأندلس أن بلدا بشرقها خسف به ، وهلك كثير من أهله . وأما الدخان فهو الذي دل عليه قوله تعالى : فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين [ الدخان : 10 ] على ما ذهب إليه غير nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود ، وهم جماعة من السلف ، وهو مروي عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة ، nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس ، والحسن ، nindex.php?page=showalam&ids=12531وابن أبي مليكة . وروى nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن من أشراط الساعة دخانا يمكث في الأرض أربعين يوما .
[ ص: 240 ] قلت : ويؤيد هذا قوله تعالى في الآية : ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون [ الدخان : 12 ] وقوله : إنا كاشفو العذاب قليلا إنكم عائدون [ الدخان : 15 ] وهذا يبعد قول من قال : إنه الدخان الذي يعذب به الكفار يوم القيامة ، وهو مروي عن زيد بن علي ، وسيأتي القول في حديث nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود في التفسير . وأما الدابة فهي التي قال الله فيها : وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم [ النمل : 82 ] ذكر أهل التفسير أنها خلق عظيم تخرج من صدع من الصفا لا يفوتها أحد ، تسم المؤمن فينير وجهه ، ويكتب بين عينيه مؤمن ، وتسم الكافر فيسود وجهه ويكتب بين عينيه كافر . وعن nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - أن هذه الدابة هي الجساسة المذكورة في الحديث بعد هذا ، وعن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : أنها الثعبان الذي كان ببئر الكعبة ، فاختطفته العقاب ، وقد اختلف في صورتها ، وفي أي موضع تخرج منه على أقوال كثيرة ، وليس في شيء من ذلك خبر صحيح مرفوع . قال بعض المتأخرين من المفسرين : الأقرب أن تكون هذه الدابة إنسانا متكلما يناظر أهل البدع والكفر ، ويجادلهم لينقطعوا ، فيهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة .
قلت : وإنما كان هذا عند هذا القائل الأقرب لقوله تعالى : تكلمهم وعلى هذا فلا يكون في هذه الدابة آية خاصة خارقة للعادة ، ولا تكون من جملة العشر الآيات المذكورة في الحديث ; لأن وجود المناظرين والمحتجين على أهل البدع كثير . فلا آية خاصة ، فلا ينبغي أن تذكر مع العشر وترتفع خصوصية وجودها ، فإذا وقع القول ثم : فيه العدول عن تسمية هذا الإنسان المناظر الفاضل العالم الذي يحتج على أهل الأرض باسم الإنسان ، أو بالعالم ، أو بالإمام ، إلى أن يسمى بدابة ، وهذا خروج عن عادة الفصحاء ، وعن تعظيم العلماء ، وليس ذلك [ ص: 241 ] دأب العقلاء ، فالأولى ما قاله أهل التفسير . وأما كيفية صفتها وخلقتها ، وبماذا تكلمهم ، فالله أعلم بذلك .
و (قوله : " آخر ذلك نار تخرج من اليمن ") وقال فيما تقدم : " من قعر عدن " وقال في رواية : من أرض الحجاز . قال القاضي : فلعلهما ناران تجتمعان لحشر الناس ، أو يكون ابتداء خروجها من اليمن ، وظهورها من الحجاز .