و (قوله : " إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها ، وخروج الدابة على الناس ضحى ") يعني - والله أعلم - أول الآيات الكائنة في زمان ارتفاع التوبة والطبع على كل قلب بما فيه ; لأن ما قبل طلوع الشمس من مغربها التوبة فيه مقبولة ، وإيمان الكافر يصح فيه ، بدليل ما رواه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " nindex.php?page=hadith&LINKID=654269لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها ، فإذا طلعت ورآها الناس آمن من عليها ، فذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا " . ومعنى قوله : " إذا طلعت ورآها الناس آمن من عليها " أي : حصل لجميع من على الأرض التصديق الضروري بأمور القيامة الذي لا يكلف به ولا ينفع صاحبه ، لكون أمور الآخرة معاينة ، وإنما كان طلوع الشمس مخصوصا بذلك ; لأنه أول تغيير هذا العالم العلوي الذي لم يشاهد فيه تغيير منذ خلقه الله تعالى ، وإلى ذلك الوقت ، وأما ما قبله من الآيات فقد شوهد ما يقرب من نوعه ، فإذا كان ذلك وطبع على كل قلب بما فيه من كفر أو إيمان ، أخرج الله الدابة معرفة لما في بواطن الناس من إيمان أو كفر ، فتكلمهم بذلك . أي : تعرف المؤمن من الكافر بالكلام ، وتسم وجوه الفريقين بالنفح ، فينتقش وصفه في جبهته مؤمن أو كافر ، حتى يتعارف الناس بذلك ، فيقول المؤمن للكافر : بكم سلعتك [ ص: 243 ] يا كافر ؟ ويقول الكافر : بكذا يا مؤمن ، ثم يبقى الناس على ذلك ما شاء الله ، ثم يرسل الله ريحا باردة من قبل الشام ، فلا يبقى أحد على وجه الأرض في قلبه مثقال ذرة من إيمان إلا قبضته ، على ما جاء في حديث nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو الآتي بعد هذا ، وغيره . وقد تقدم في كتاب الإيمان حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة الذي قال فيه : nindex.php?page=hadith&LINKID=657235ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل ، أو كسبت في إيمانها خيرا : طلوع الشمس من مغربها ، ودابة الأرض ، وذكر من جملة الثلاث : الدجال . ويلزم عليه أن يرتفع التكليف بالإيمان وبالتوبة عند خروجه . والأحاديث الآتية في صفة الدجال تدل على خلاف ذلك على ما سنبينه ، فدل على أن ذكر الدجال مع الطلوع والدابة ، وهم من بعض الرواة ، والله تعالى أعلم .
وقد اختلفت الآثار والأقوال في أول الآيات المذكورة ، وما ذكرته أشبهها وأولاها ، إن شاء الله تعالى .