و (قوله : " تبلغ المساكن إهاب أو يهاب ") فالأول بكسر الهمزة ، والثاني بالياء المكسورة عند أكثرهم ، وعند ابن عيسى : أو نهاب ، بالنون المكسورة ، وهو موضع بينه وبين المدينة القدر الذي كنى عنه سهيل بكذا كذا ميلا . وقد تقدم أن من أهل اللسان من حمل هذا على الأعداد المعطوفة التي أولها أحد وعشرون ، وآخرها تسعة وتسعون ، وهذا إخبار منه صلى الله عليه وسلم بأن الناس يكثرون بالمدينة ، ويتسعون في مساكنها وبنيانها ، حتى يصل بنيانهم ومساكنهم إلى هذا الموضع ، وقد كان ذلك - والله تعالى أعلم - في مدة بني أمية ، ثم بعد ذلك تناقص أمرها إلى أن أقفرت جهاتها كما تقدم .