و (قوله : " يهلك أمتي هذا الحي من قريش " ، وفي nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : nindex.php?page=hadith&LINKID=856154 " هلاك أمتي على يدي أغيلمة من قريش ") الحي : القبيل ، وأشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى قبيل قريش ، وهو يريد بعضهم ، وهم الأغيلمة المذكورون في حديث nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، كما أنه لم يرد بالأمة جميع أمته من أولها إلى آخرها ، بل ممن كان موجودا من أمته في ولاية أولئك الأغيلمة ، وكان الهلاك الحاصل من هؤلاء لأمته في ذلك العصر إنما سببه : أن هؤلاء الأغيلمة لصغر أسنانهم لم يتحنكوا ، ولا جربوا الأمور ، ولا لهم محافظة على أمور الدين ، وإنما تصرفهم على مقتضى غلبة الأهواء ، وحدة الشباب .
وهؤلاء الأغيلمة كان nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة - رضي الله عنه - يعرف أسماءهم وأعيانهم ، ولذلك كان يقول : لو شئت قلت لكم : هم بنو فلان ، وبنو فلان ، لكنه سكت عن يقينهم مخافة ما يطرأ من ذلك من المفاسد ، وكأنهم - والله تعالى أعلم - [ ص: 255 ] nindex.php?page=showalam&ids=17374يزيد بن معاوية ، وعبيد الله بن زياد ، ومن تنزل منزلتهم من أحداث ملوك بني أمية ، فقد صدر عنهم من قتل أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسبيهم ، وقتل خيار المهاجرين والأنصار بالمدينة ، وبمكة وغيرها ، وغير خاف ما صدر عن الحجاج nindex.php?page=showalam&ids=16044وسليمان بن عبد الملك ، وولده من سفك الدماء وإتلاف الأموال وإهلاك خيار الناس بالحجاز والعراق ، وغير ذلك .
وأغيلمة : تصغير غلمة ، على غير مكبره ; فكأنهم قالوا : أغلمة ولم يقولوه ، كما قالوا : أصيبية بتصغير صبية . وبعضهم يقول : غليمة على القياس ، وقد تقدم القول في الغلام ، وأن أصله فيمن لم يحتلم ، ثم قد يتوسع فيه ، ويقال على الحديث السن - وإن كان قد احتلم - وعلى هذا جاء في هذا الحديث .