وليل المحب بلا آخر
قال أبو الفرج : وهذا التأويل يرده قولهم : أتكفينا فيه صلاة يوم وليلة ؟ قال : " لا ، اقدروا له قدره " والمعنى : قدروا الأوقات للصلاة ، غير أن أبا الحسين بن المنادي قد طعن في صحة هذه اللفظات . أعني قولهم : أتكفينا فيه صلاة يوم ؟ قال : " لا ، اقدروا له قدره " فقال : هذا عندنا من الدسائس التي كادنا بها ذوو الخلاف علينا قديما ، ولو كان ذلك صحيحا لاشتهر على ألسنة الرواة ، كحديث الدجال ; فإنه قد رواه ، ابن عباس ، وابن عمر ، وجابر بن عبد الله ، وحذيفة ، وعبادة بن الصامت ، وأبي بن كعب ، وسمرة بن جندب ، وأبو هريرة ، وأبو الدرداء ، وأبو مسعود البدري ، وأنس بن مالك ، وعمران بن حصين ، ومعاذ بن جبل ومجمع بن جارية - رضي الله عنهم - في آخرين ، ولو كان ذلك لقوي اشتهاره ، ولكان أعظم وأقطع من طلوع الشمس من مغربها .رأيتك هريت العمامة بعدما أراك زمانا حاسرا لم تعصب
من بعد ما كانت ملاء كالزلف
وهي المصانع ، والمعروف فيها فتح اللام . غير أن قال : يقال للمرآة : زلفة وزلقة بالقاف : الجماعة . والقحف : أعلى الجمجمة ، وهي المحتوية على الدماغ . هذا أصله ، واستعارة هنا للرمانة للشبه الذي بينهما . واللقحة - بفتح اللام - التي تحتلب من النوق . هذا أصلها ، وقد قيلت هنا على التي تحتلب من البقر والغنم . والفئام : الجماعة من الناس ، وهو بكسر الفاء . والفخذ دون القبيلة وفوق البطن . قال أبا زيد الأنصاري : العرب على ست طبقات : شعب ، وقبيلة ، وعمارة ، وبطن ، وفخذ ، وفصيلة ، وما بينهما من الآباء ، فإنها يعرفها أهلها ، وسميت بالشعوب ; لأن القبائل تتشعب منها وسميت القبائل بذلك ; لأن العمائر تقابلت عليها ، فالشعب يجمع القبائل ، والقبيلة تجمع العمائر ، والعمارة تجمع البطون ، والبطون تجمع الأفخاذ . قال الزبير بن بكار ابن فارس : لا يقال في فخذ النسب إلا بسكون الخاء ، بخلاف الجارحة ، تلك يقال بكسر الخاء وسكونها ، وبكسر الفاء أيضا . وجبل الخمر ، بفتح الميم ، وهو جبل بيت المقدس . والخمر : [ ص: 287 ] الشجر الملتف ، وأنقاب المدينة : طرقها وفجاجها . وفي كتاب العين : النقب والنقب : الطريق في رأس الجبل ، والنقب في الحائط وغيره : ثقب يخلص به إلى ما وراءه .