رواه أحمد (2 \ 166) ، ومسلم (2940) (116) ، والنسائي في الكبرى (11629) .
(17) ومن باب : كيف يكون انقراض هذا الخلق
(قوله : لقد هممت ألا أحدث أحدا شيئا أبدا ) إنما قال ذلك لأنهم نسبوا إليه ما لم يقل ، فشق ذلك عليه ، ثم إنه لما علم أنه لا يجوز له ذلك ، ذكر ما عنده من علم ذلك .
و (قوله : " فيمكث أربعين " لا أدري أربعين يوما ، أو شهرا ، أو سنة ) هذا الشك من nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو ، وقد ارتفع بالأخبار السابقة أنه أربعون يوما على التفصيل المتقدم .
و (قوله : " لو أن أحدكم دخل في كبد جبل ") كذا صحيح الرواية ، ووقع في بعض النسخ : " كبد رجل " ، وهو مثل قصد به الإغياء ، وكبد الشيء : داخله .
و (قوله : " ويبقى شرار الناس ، في خفة الطير ، وأحلام السباع ") أي : هم في مسارعتهم ، وخفتهم إلى الشرور وقضاء الشهوات وغلبة الأهواء ، كالطير لخفة طيرانه ، وهم في الإفساد والعدوان كالسباع العادية . والصور : قرن ينفخ فيه ، كما جاء في الحديث . وأصغى : أمال ، والليت : صفحة العنق ، وهو جانبه .
[ ص: 303 ] و (قوله : " كأنه الطل ، أو الظل ") هذا شك ، والأصح أنه الطل بالطاء المهملة ، لقوله في حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - : " ثم ينزل من السماء ماء " ، وفي حديث آخر : " كمني الرجال " . وهلموا ; أي : تعالوا وأقبلوا ، وقد تقدم أن فيها لغتين ، وقد روي هنا بالوجهين : هلموا ، وهلم .
و (قوله : " ثم يقال أخرجوا بعث النار ") قد تقدم في الإيمان أن الذي يقال له ذلك : آدم - عليه السلام - والجمع بينهما بأن المأمور أولا آدم ، وهو يأمر الملائكة بالإخراج ، ومعنى الإخراج هنا بتمييز بعضهم من بعض ، وإلحاق كل طائفة بما أعد لها من الجنة أو النار .
و (قوله : " فذلك يوم يجعل الولدان شيبا ") الولدان : جمع وليد ، وهو الصغير . يقال عليه من حين الولادة إلى أن يرجع جفرا . وشيبا : جمع أشيب ; أي : يصير الصغير أشيب لشدة أهوال ذلك اليوم . وقيل : هذا على التهويل والتمثيل ، كما قال nindex.php?page=showalam&ids=11952أبو تمام :
خطوب تشيب رأس الوليد
و (قوله : " وذلك يوم يكشف عن ساق ") معناه ومعنى ما في كتاب الله تعالى [ ص: 304 ] من ذلك واحد ، وهو عبارة عن شدة الحال وصعوبة الأمر . قاله nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في الآية . يقال : كشفت الحرب عن ساقها . قال الشاعر :
قد حلت الحرب بكم فجدوا وكشفت عن ساقها فشدوا
وقال آخر :
كشفت لكم عن ساقها وبدا من الشر الصراح
وأصله : أن المجد في الأمر يشد إزاره ، ويرفعه عن ساقه . قال nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : يقال للواقع في أمر عظيم يحتاج إلى الجد : قد كشف ساقه . قال الشاعر :
في سنة قد كشفت عن ساقها حمراء تبري اللحم عن عراقها
قلت : وهذا المعنى بين في هذا الحديث فتأمل مساقه ، وعليه تحمل الآية ، ولا يلتفت إلى غير ذلك مما قيل فيها .