(قوله " كانت المرأة تطوف بالبيت وهي عريانة ، فتقول : من يعيرني تطوافا - تجعله على فرجها ! ") ، التطواف بكسر التاء : ثوب تطوف به ، وقد تقدم أن قريشا كانت ابتدعت في الحج أمورا منها أنه كان لا يطوف أحد بالبيت إلا عريانا إلا أن يكون أحمسيا ، وهم من ولد كنانة ، أو من أعاره تطوافا أحمسي ، فإن طاف من لم يكن كذلك في ثيابه ألقاها فلا ينتفع بها هو ولا غيره ، وتسمى تلك الثياب باللقى ، حتى قال شاعر العرب :
كفى حزنا كري عليه كأنه لقى بين أيدي الطائفين حريم
وكان هذا الحكم منهم عاما في الرجال والنساء ، ولذلك طافت هذه المرأة عريانة وأنشدت الشعر المذكور في الأصل ، قال القاضي : وهذه المرأة هي ضباعة بنت عامر بن قرط - فلما جاء الإسلام ستر الله تعالى هذه العورات ورفع هذه الآثام ، فأنزل الله تعالى : يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد [ الأعراف : 31 ] وأذن مؤذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ألا يطوف بالبيت عريان ، وفهم من [ ص: 347 ] هذا الأمر وجوب ستر العورة للصلاة على خلاف فيه تقدم ذكره ، وحاصله أن الجمهور على أنها فرض ، واختلف فيها عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك على ثلاثة أقوال : الوجوب مطلقا ، والسنة مطلقا ، والفرق ; فتجب مع العمد ، ولا تجب مع النسيان والعذر .