( قول أبي جهل " اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ) غلب على أبي جهل جهله فساء قوله وفعله ، انظر كيف غلبت عليه جهالته وشقوته فاستجيبت منه دعوته فجدل صريعا وسحب على وجهه إلى جهنم سحبا قصيفا ! حكي أن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس لقيه رجل من اليهود ، فقال اليهودي : ممن أنت ؟ قال : من قريش . قال : أنت من القوم الذين قالوا : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم ؟ فهلا عليهم أن يقولوا : إن كان هذا هو الحق من عندك فاهدنا له ! إن هؤلاء قوم يجهلون . قال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : وأنت يا إسرائيلي من القوم الذين لم تجف أرجلهم من بلل البحر الذي أغرق فيه فرعون وقومه وأنجي موسى وقومه حتى قالوا : اجعل لنا إلها كما لهم آلهة ! فقال لهم موسى : إنكم قوم تجهلون - فأطرق اليهودي مفحما .
[ ص: 348 ] و ( قوله : وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم [ الأنفال : 33 ] ; أي : إكراما لك واحتراما لوجودك بينهم ، فإنك رحمة عامة للعالمين ونعمة خاصة للمؤمنين ، فلما نقله الله عنهم أوقع عذابه بهم .
و ( قوله : وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون ; أي : وما كان الله مهلك جميعهم ومنهم من يستغفره . وقد اختلف في هذا الاستغفار ; فقال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : كانوا يقولون في الطواف غفرانك . nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : هو الإسلام . nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : لو استغفروا . nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : في أصلابهم من يستغفره . الضحاك : فيهم من يصلي ولم يهاجر بعد . وأولاها قول nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ; لأن الاستغفار - وإن وقع من الفجار - يدفع به ضروب من الشرور والأضرار .