(قوله " لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين ; حذرا أن يصيبكم مثل ما أصابهم ") ; أي : خوفا من أن تعاقبوا كما عوقبوا ، لأن أكثر المخاطبين والموجودين في ذلك الوقت كانوا ظالمين لأنفسهم إما بالكفر وإما بالمعاصي ، وإذا كان سبب العقوبة موجودا تعين الخوف من وجود العقوبة ، فحق المار بموضع المعاقبين أن يجدد النظر والاعتبار ويكثر من الاستغفار ويخاف من نقمة العزيز القهار ، وألا يطيل اللبث في تلك الدار .
و (قوله " ثم زجر فأسرع " ) ; أي : زجر ناقته فأسرع بها في المشي ، ويستفاد منه كراهة دخول أمثال تلك المواضع والمقابر ، فإن كان ولا بد من دخولها فعلى الصفة التي أرشد إليها النبي صلى الله عليه وسلم من الاعتبار والخوف والإسراع ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : [ ص: 355 ] nindex.php?page=hadith&LINKID=672337 " لا تدخلوا أرض بابل فإنها ملعونة " .