فإما ينجوا من خسف أرض فقد لقيا حتوفهما لزاما
وقال آخر :ولم أجزع من الموت اللزام
وقال أبي : هو القتل بالسيف يوم بدر ، وإليه نحا ، وهو قول أكثر الناس ، وعلى هذا فتكون البطشة واللزام شيئا واحدا . وقال ابن مسعود القرطبي وأبو عبيدة : هو الهلاك والموت ، وأما الروم ، فقد روى من حديث الترمذي نيار بن مكرم الأسلمي قال : لما نزلت : الم غلبت الروم الآيتين [ الروم : 1 - 2 ] ، فكانت [ ص: 398 ] فارس يوم نزلت هذه الآية قاهرين للروم ، وكان المسلمون يحبون ظهور الروم على فارس ; لأنهم وإياهم أهل كتاب ، وكانت قريش يحبون ظهور فارس على الروم ; لأنهم وإياهم ليسوا بأهل كتاب ولا إيمان ، ولما نزلت هذه الآية خرج يصيح في نواحي أبو بكر مكة بالآية ، فقال كبراء المشركين : ألا نراهنك على ذلك ؟ قال : بلى . وذلك قبل تحريم الرهان ، فارتهن والمشركون ، وأقبضوا الرهان ، وقالوا أبو بكر لأبي بكر : كم تجعل البضع ؟ البضع ثلاث سنين إلى تسع ، قسم بيننا وبينك وسطا ننتهي إليه ، فسموا بينهم ست سنين ، فمضت الست سنين قبل أن يظهروا ، فأخذ المشركون رهن ، ولما دخلت السنة السابعة ظهرت أبي بكر الروم على فارس ، فعاب المسلمون على تسمية ست سنين ، لأن الله تعالى قال : أبي بكر في بضع سنين قال : وأسلم بعد ذلك ناس كثير . قال : هذا حديث حسن صحيح ، وسيأتي القول في انشقاق القمر في سورته .