اختلف فيه ، فقال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : هو اسم لله عز وجل ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة : اسم للقرآن ، وقال الضحاك : اسم الجبل المحيط بالأرض ، وهو من زبرجدة خضراء ، وعروق الجبال منها ، وقال nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء : هو قوة قلب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وعلى تلك الأوجه : هو قسم ، وعطف : والقرآن المجيد عليه . والقرين : فعيل بمعنى المقارن الملازم الذي لا يفارق ، وأصله من القرن : وهو الحبل الذي يجمع به بين شيئين فيتلازمان بسببه ، كما قال الشاعر :
وابن اللبون إذا ما لز في قرن لم يستطع صولة البزل القناعيس
وقد تقدم أن الشيطان وزنه فيعال ، من شطن ; أي : بعد عن الخير ، أو من شاط : إذا احتد واحترق ، وإنه إنما يقال على المارد من الجن ، وهو الكثير الشر الشديد الضر .
و (قوله : " إلا أن الله أعانني عليه فأسلم ") . جمهور الرواة يقولون : فأسلم ، بفتح الميم ، ويريدون أن الشيطان صار مسلما . وكان nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة يقول : فأسلم [ ص: 402 ] بضم الميم ، والمعنى فأسلم أنا من شره ، وكان ينكر القول الأول ، ويقول : الشيطان لا يسلم .
قلت : وهذا له موقع ، غير أنه يبعده قوله : " فلا يأمرني إلا بخير " ، فحينئذ يزول عنه اسم الشيطان ويصير مسلما ، ويكون هذا مؤيدا لرواية الجمهور . فالذي لأجله فر سفيان من إسلام الشيطان ، يلزمه في كونه لا يأمره إلا بخير . وقد روي هذا الحديث في مسند nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل بلفظ آخر ، وقال : " لا يأمرني إلا بخير " . وأما لفظ حديث nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة - رضي الله عنها - فهو في الوجه الأول واضح ، فإنها قالت فيه : " ولكن ربي أعانني عليه حتى أسلم " . والظاهر منه : أن الشيطان هو الذي أسلم ، مع أنه يحتمل أن يكون (حتى) بمعنى : كي ، ويكون فيه راجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، أي : أعانني كي أسلم منه ، والله تعالى أعلم .