قال : فكان أول من صعدها خيلنا خيل بني الخزرج ، ثم تتام الناس ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وكلكم مغفور له ، إلا صاحب الجمل الأحمر ، فأتيناه فقلنا له : تعال يستغفر لك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : والله لأن أجد ضالتي أحب إلي من أن يستغفر لي صاحبكم ، قال : وكان رجل ينشد ضالة له .
رواه مسلم (2780) (12) .
(28) ومن سورة المنافقين
(قوله : " من يتسور ثنية المرار ") يتسور : يعلو . وتسورت الجدار : علوته ، وفي الرواية الأخرى : " من يصعد " وهذا واضح ، والثنية : الطريق في الجبل . والمرار - بضم الميم - : وهي ثنية معروفة وعرة المرتقى ، فحث النبي صلى الله عليه وسلم على صعودها ، ولعل ذلك للحراسة .
و (قوله : " حط عنه ما حط عن بني إسرائيل ") أي : غفرت خطاياه كما وعد بنو إسرائيل حين قيل لهم : وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم [ البقرة : 58 ] يعني بذلك : أن من صعد تلك الثنية غفرت خطاياه كما كانت خطايا بني إسرائيل تحط وتغفر لو فعلوا ما أمروا به من الدخول ، وقول الحطة ، لكنهم لم يفعلوا ما أمروا به بل تمردوا واستهزؤوا ، فدخلوا يزحفون على أستاههم ، وقالوا [ ص: 409 ] حنطة في شعرة ، وقد لا يبعد أن يكون بعضهم دخل على نحو ما أمر به فغفر له ، غير أنه لم ينقل ذلك إلينا .
و (قوله صلى الله عليه وسلم : " كلكم مغفور له إلا صاحب الجمل ") لما صعدوا كما أمروا أنجز لهم ما به وعدوا ، فإن الله تعالى لا يخلف الميعاد ولا رسوله . وقيل : إن صاحب الجمل هو الجد بن قيس ، المنافق . وينشد ضالته : يطلبها ، ونشدت الضالة : طلبتها ، وأنشدتها : عرفتها .