(قول nindex.php?page=showalam&ids=11871أبي الطفيل : كان بين رجل من أهل العقبة وبين nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة بعض ما يكون بين الناس ) ليست هذه العقبة عقبة بيعة الأنصار لرسول الله صلى الله عليه وسلم في أول الإسلام ، ومن ظن ذلك فقد جهل ، وإنما هي عقبة بطريق تبوك ، وقف له فيها قوم من المنافقين ليقتلوه ، كما قد رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل من طريق nindex.php?page=showalam&ids=11871أبي الطفيل هذا ، قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=703521لما أقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غزوة تبوك أمر مناديا ينادي : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ العقبة ، فلا يأخذها أحد ، فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوده nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة ، ويسوقه nindex.php?page=showalam&ids=56عمار - رضي الله عنهما - إذ أقبل رهط متلثمون على الرواحل غشوا nindex.php?page=showalam&ids=56عمارا ، وهو يسوق برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأقبل nindex.php?page=showalam&ids=56عمار يضرب وجوه الرواحل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=showalam&ids=21لحذيفة : " قد ، قد " حتى هبط رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما هبط نزل ، ورجع nindex.php?page=showalam&ids=56عمار ، فقال : "هل عرفت القوم ؟ " فقال : قد عرفت عامة الرواحل ، والقوم متلثمون . قال : " هل تدري ما أرادوا ؟ " قال : الله ورسوله أعلم . قال : أرادوا أن ينفروا برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيطرحوه . وذكر أبو الطفيل في تلك الغزاة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للناس ، وذكر له أن في الماء قلة فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مناديا ينادي : ألا يرد الماء أحد قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فورده رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فوجد رهطا قد وردوا قبله ، فلعنهم [ ص: 412 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم . وعنى أبو الطفيل بقوله : بعض ما يكون بين الناس : الملاحاة والمعاتبة التي تقع غالبا بين الناس .
و (قوله : أنشدك الله ) أي : أسألك بالله ، والقائل : أنشدك بالله ; هو الرجل الذي لاحاه nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة - رضي الله عنه - والقائل : كنا نخبر أنهم أربعة عشر ، فإن كنت فيهم فالقوم خمسة عشر : هو nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة ، والمخاطب بذلك القول : هو الرجل المعاتب السائل له بأنشدك الله ، وظاهر كلام nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة : أنه ما شك فيه ، لكنه ستر ذلك إبقاء عليه . وهؤلاء الأربعة عشر ، أو الخمسة عشر هم الذين سبقوا إلى الماء ، فلعنهم النبي صلى الله عليه وسلم ، غير أنه قبل عذر ثلاثة منهم لما اعتذروا له بأنهم ما سمعوا المنادي ، وما علموا بما أراد من كان معهم من المنافقين ; فإنهم أرادوا مخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأن يسبقوا إلى الماء ، ويحتمل أن يريد بهم الرهط الذين عرضوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالعقبة ليقتلوه ، والله تعالى أعلم .