وفي رواية : جلد العبد ، ولعله يضاجعها من آخر يومه . ثم وعظهم في ضحكهم من الضرطة فقال : إلام يضحك أحدكم مما يفعل ؟ .
رواه أحمد (4 \ 17) ، والبخاري (3377) ، ومسلم (2855) ، والترمذي (3343) ، وابن ماجه (1983) .
[ ص: 429 ] (35) ومن سورة الشمس وضحاها
(قوله : إذ انبعث أشقاها أي : قام مسرعا . وضمير المؤنث عائد على ثمود ، وهي مؤنثة ; لأنها قصد بها قصد قبيلة ، ولذلك مع التعريف لم تصرف . والعزيز : القليل المثل ، ويكون بمعنى الغالب . والعارم : الجبار الصعب على من يرومه ، والممتنع بسلطانه وعشيرته . وأبو زمعة هذا يحتمل أن يكون هو الذي قال فيه nindex.php?page=showalam&ids=13332أبو عمر : أنه بلوي ، صحابي ممن بايع تحت الشجرة ، وتوفي بإفريقية في غزاة معاوية بن خديج الأولى ، ودفن بالبلوية بالقيروان .
قلت : فإن كان هو هذا ; فإنه إنما شبهه بعاقر الناقة في أنه عزيز في قومه ، ومنيع على من يريده من أهل الكفر . ويحتمل أن يريد به غيره ممن يسمى بأبي زمعة ، قاله nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق وغيره .
و (قوله : " إلام يجلد أحدكم امرأته جلد العبد ؟ ! ") هذا إنكار على من يجلد زوجته ، ويكثر من ذلك حتى يعاملها معاملة الأمة ، ثم إنه بعد ذلك باليسير يرجع إلى مضاجعتها ، وإلى قضاء شهوته منها ، فلا تطاوعه ، ولا تتحسن له ، وقد تبغضه ، وقد يكون هو يحبها ، فيفسد حاله ، ويتفاقم أمرهما ، وتزول الرحمة والمودة التي جعلها الله تعالى بين الأزواج ، ويحصل نقيضها ، فنبه صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ الوجيز على ما يطرأ من ذلك من المفاسد .
[ ص: 430 ] و (قوله : ثم وعظهم في ضحكهم من الضرطة ) أي : نهاهم وزجرهم عن ذلك ; لأنه فعل عادي يستوي فيه الناس كلهم ، وإن كان مما يستقبح ، فحق الإنسان أن يستتر به ، فإن غلبه بحيث يسمعه أحد فلا يضحك منه ، فإنه يتأذى الفاعل بذلك ويخجل منه ، وأذى المسلم حرام ، فالضحك من الضرطة حرام .