(قوله : " إذا أعجلت أو أقحطت ") الرواية بضم همزة " أقحطت " وكسر الحاء مبنيا لما لم يسم فاعله ، ولعله إتباع لأعجلت ، فإنه لا يقال في هذا إلا : أقحط [ ص: 600 ] الرجل إذا لم ينزل ، بالفتح ، كما يقال : أقحط القوم ; إذا أصابهم القحط ، وهذا منه . وأصله : من قحط المطر ، بالفتح ، يقحط قحوطا : إذا احتبس . وقد حكى الفراء : قحط المطر بالكسر ، يقحط ، ويقال : أقحط الناس وأقحطوا بالضم والفتح ، وقحطوا ، وقحطوا كذلك ، وهو هنا عبارة عن الإكسال ، وهو عدم الإنزال .
وفي الأفعال : كسل بكسر السين : فتر ، وأكسل في الجماع : ضعف عن الإنزال ، وقد روى غيره يكسل ثلاثيا ورباعيا .
و (قوله : " فلا غسل عليك وعليك الوضوء ") كان هذا الحكم في أول الإسلام ثم نسخ بعد ، قاله nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي وغيره . وقد أشار إلى ذلك أبو العلاء بن الشخير وأبو إسحاق ، قال ابن القصار : أجمع التابعون ومن بعدهم بعد خلاف من تقدم على الأخذ بحديث : " nindex.php?page=hadith&LINKID=9660إذا التقى الختانان " وإذا صح الإجماع بعد الخلاف كان مسقطا للخلاف .
قال القاضي عياض : لا نعلم من قال به بعد خلاف الصحابة إلا ما حكي عن nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش ، ثم بعده داود الأصبهاني ، وقد روي أن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر حمل الناس على ترك الأخذ بحديث : " الماء من الماء " لما اختلفوا فيه .
قال الشيخ - رحمه الله - : وقد رجع المخالفون فيه من الصحابة عن ذلك حين سمعوا حديثي nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة ، فلا يلتفت إلى شيء من الخلاف المتقدم ولا المتأخر في هذه المسألة ، الذي تقرر فيها من الأحاديث الآتية والعمل الصحيح .
و (قوله : " إنما الماء من الماء ") حمله nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس على أن ذلك في الاحتلام فتأوله ، وذهب غيره من الصحابة وغيرهم إلى أن ذلك منسوخ كما تقدم ، وكما يأتي بعد .