المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم

أبو العباس القرطبي - ضياء الدين أحمد بن عمر القرطبي

صفحة جزء
617 (12) باب

التحميد والتأمين

[ 324 ] عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده ، فقولوا : اللهم ربنا لك الحمد ، فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه .

رواه البخاري ( 796 )، ومسلم ( 409 )، وأبو داود ( 484 )، والترمذي ( 267 )، والنسائي ( 2 \ 196 ) .


[ ص: 43 ] [ ص: 44 ] (12) ومن باب : التحميد والتأمين

قوله " إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده ، فقولوا : اللهم ربنا لك الحمد " ظاهر هذا الحديث يقتضي أن الإمام لا يقول ربنا ولك الحمد ، وهو مشهور مذهب مالك . وذهب الجمهور ومالك في رواية ثانية إلى أن الإمام يقولها ، وكذلك الخلاف في التأمين . وقد تمسك الجمهور في التأمين بقوله " إذا أمن الإمام فأمنوا " وما في معنى هذا ، وقد اتفقوا على أن الفذ يؤمن مطلقا ، والإمام والمأموم فيما يسران فيه يؤمنان سرا ، وحيث قلنا : إن الإمام يؤمن ، فهل يؤمن سرا أو جهرا ؟ فذهب الشافعي وفقهاء الحديث إلى الجهر بها ، وذهب مالك والكوفيون إلى الإسرار بها .

وقوله " من وافق قوله قول الملائكة " ; يعني في وقت تأمينهم ومشاركتهم في التأمين ، ويعضده قوله " وقالت الملائكة في السماء آمين " ، وقيل : من وافق الملائكة في الصفة من الإخلاص والخشوع ، وهذا بعيد . وقيل : من وافق الملائكة في استجابة الدعاء غفر له . وقيل : في الدعاء ; أي : في لفظ الدعاء . والوجه الأول [ ص: 45 ] أظهر ، ثم هؤلاء الملائكة ; هل هم الحفظة أو غيرهم ؟ اختلف فيه ، والثاني أولى ; لقوله " قالت الملائكة في السماء : آمين " .

التالي السابق


الخدمات العلمية