قوله " خير صفوف الرجال أولها " ; يعني أكثرها أجرا ، وعلى ذلك فقوله " وشرها آخرها " يعني أقلها أجرا ; لأن ذلك ذم لآخرها ، فإنه يلزم أن تحرم الصلاة فيه ، وليس كذلك بالاتفاق ، وكذلك القول في صفوف النساء . وإنما كان ذلك لأن الصف الأول من صفوف الرجال يستحق بكمال الأوصاف ، ويختص بكمال الضبط على الإمام والاقتداء والتبليغ ، وكل ذلك معدوم في النساء ، فاقتضى ذلك تأخيرهن ، وقد استدل بهذا الحديث بعض العلماء على أن المرأة لا تكون إماما لا للنساء ولا للرجال ، وقد تقدم ذلك . فأما الصف الأول من صفوف النساء فإنما كان شرا من آخرها لما فيه من مقاربة أنفاس الرجال للنساء ، فقد يخاف أن تشوش المرأة على الرجل والرجل على المرأة .