و (قوله : " أي المسلمين خير ") أي : أي خصالهم أفضل ؟ بدليل جوابه بقوله : تطعم الطعام ، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف ، وكأنه - عليه الصلاة والسلام - فهم عن هذا السائل أنه يسأل عن أفضل خصال المسلمين المتعدية النفع إلى الغير ، فأجابه بأعم ذلك وأنفعه في حقه ; فإنه - عليه الصلاة والسلام - كان يجيب كل سائل على حسب ما يفهم منه ، وبما هو الأهم في حقه والأنفع له .
و (قوله - عليه الصلاة والسلام - : " وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف ") قال nindex.php?page=showalam&ids=11970أبو حاتم : تقول : قرأ عليه السلام وأقرأه الكتاب ، ولا تقول : أقرأه السلام إلا في لغة سوء ، إلا أن يكون مكتوبا فتقول : أقرئه السلام ، أي : اجعله يقرؤه . وجمع له بين الإطعام والإفشاء ; لاجتماعهما في استلزام المحبة الدينية ، والألفة الإسلامية ; كما قال - عليه الصلاة والسلام - : ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم .
و (قوله : " أي المسلمين خير ؟ فقال : من سلم المسلمون من لسانه ويده ") هذا السؤال غير السؤال الأول وإن اتحد لفظهما ; بدليل افتراق الجواب ، وكأنه - عليه الصلاة والسلام - فهم عن هذا السائل أنه إنما سأل عن أحق المسلمين باسم الخيرية وبالأفضلية ، وفهم عن الأول أنه سأل عن أحق خصال الإسلام بالأفضلية ، فأجاب كلا منهما بما يليق بسؤاله ، والله تعالى أعلم ، وهذا أولى من أن تقول : الخبران واحد ، وإنما بعض الرواة تسامح ; لأن هذا التقدير يرفع الثقة بأخبار الأئمة الحفاظ العدول ، مع وجود مندوحة عن ذلك .