اختلف العلماء في تأويل حمل النبي - صلى الله عليه وسلم - لأمامة في الصلاة ، والذي أحوجهم لتأويله : أنه شغل كثير . فروى ابن القاسم عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك : أنه كان في النافلة ، وهذا تأويل بعيد ; فإن ظاهر الحديث الذي ذكره nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود يدل على أنه في الفريضة ; لقوله : بينما نحن ننتظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الظهر أو العصر ، خرج علينا حاملا nindex.php?page=showalam&ids=219أمامة على كتفه ، وذكر الحديث . ومعلوم : أنه كان - صلى الله عليه وسلم - إنما كان يتنفل في بيته ، ثم يخرج لصلاة الفريضة ، فإذا رآه nindex.php?page=showalam&ids=115بلال خارجا أقام الصلاة . وأيضا ففي هذا الحديث قال nindex.php?page=showalam&ids=60أبو قتادة : رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يؤم الناس ، وغالب عادته ، أنه إنما كان يؤم الناس في المسجد في الفريضة . وروى عنه nindex.php?page=showalam&ids=12321أشهب ، وابن نافع : أن هذا للضرورة ، وإذا لم يجد من يكفيه ، وأما لحب الولد فلا . وظاهر هذا إجازته في الفريضة والنافلة . [ ص: 153 ] وروى عنه nindex.php?page=showalam&ids=13963التنيسي : أن الحديث منسوخ ، قال nindex.php?page=showalam&ids=13332أبو عمر بن عبد البر : لعل هذا نسخ بتحريم العمل والاشتغال في الصلاة بغيرها . وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : يشبه أن هذا كان منه - صلى الله عليه وسلم - على غير قصد وتعمد ، لكن الصبية تعلقت به لطول إلفها له ، وهذا باطل ; لقوله في الحديث : خرج علينا حاملا nindex.php?page=showalam&ids=219أمامة على عاتقه ، فإذا ركع وضعها ، وإذا رفع رأسه من السجود أعادها . والأشبه : أنه كان لضرورة لم يقدر على أن ينفك عنها ، أو هو منسوخ . والله تعالى أعلم .