[ ص: 157 ] وقوله : رأى نخامة في قبلة المسجد ، النخامة ، والنخاعة : ما يخرج من الصدر ; يقال : تنخم وتنخع بمعنى واحد ، والبصاق بالصاد والزاي : ما يخرج من الفم . والمخاط : ما يخرج من الأنف . ويقال : بصق الرجل يبصق ، وبزق كذلك . وتفل بفتح العين يتفل بكسرها ، وبالتاء باثنتين لا غير . ونفث ينفث . قال ابن مكي في تثقيف اللسان : التفل بفتح الفاء : نفخ لا بصاق معه ، والنفث لا بد أن يكون معه شيء من الريق . قاله أبو عبيد . وقال nindex.php?page=showalam&ids=13967الثعالبي : المج : الرمي بالريق ، والتفل أقل منه ، والنفث أقل منه .
وقوله : ما بال أحدكم يقوم مستقبل ربه ; هذا محمول على تعظيم حرمة هذه الجهة وتشريفها ; كما قال : الحجر الأسود يمين الله في الأرض ; أي : بمنزلة يمين الله . ولما كان المصلي يتوجه بوجهه وقصده وكليته إلى هذه الجهة ، نزلها في حقه منزلة وجود الله تعالى ، فيكون هذا من باب الاستعارة ، وقد يجوز أن يكون من باب حذف المضاف ، وإقامة المضاف إليه مقامه ، فكأنه قال : مستقبل قبلة ربه ، [ ص: 158 ] أو رحمة ربه ; كما قال في الحديث الآخر : nindex.php?page=hadith&LINKID=650391فلا يبصق قبل القبلة ، فإن الرحمة تواجهه .