[ 498 ] عن nindex.php?page=showalam&ids=12300ابن شهاب : أن nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز أخر الصلاة شيئا ، فقال له nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة : أما إن جبريل قد نزل ، فصلى إمام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال له nindex.php?page=showalam&ids=2عمر : اعلم ما تقول يا nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة ! فقال : سمعت بشير بن أبي مسعود يقول : سمعت nindex.php?page=showalam&ids=91أبا مسعود يقول : nindex.php?page=hadith&LINKID=657967سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : نزل جبريل فأمني ، فصليت معه ، ثم صليت معه ، ثم صليت معه ، ثم صليت معه ، ثم صليت معه " ويحسب بأصابعه خمس صلوات .
قوله : " إن nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز أخر الصلاة شيئا " يدل : على أن تأخيرها إنما كان عن أول وقت الاختيار . وإنما أنكر عليه لعدوله عن الأفضل - وهو ممن يقتدى به - ، فيؤدي تأخيره لها إلى أن يعتقد أن تأخير العصر سنة . ويحتمل : أنه أخرها إلى آخر وقت أدائها ، وهو وقت الضرورة عندنا ، معتقدا أن الوقت كله وقت اختيار ، كما هو مذهب إسحاق وداود . والأول أشبه بفضله وعلمه ، وأظهر من اللفظ .
وقول nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة nindex.php?page=showalam&ids=2لعمر : أما إن جبريل قد نزل فصلى إمام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وفي الرواية الأخرى : " nindex.php?page=hadith&LINKID=697314أما علمت أن جبريل نزل فصلى ، فصلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ " ليس فيه حجة واضحة على nindex.php?page=showalam&ids=2عمر ; إذ لم يعين له الأوقات التي صلى فيها . وغاية ما يتوهم عليه : أنه نبهه وذكره بما كان يعرف من تفاصيل الأوقات المعروفة من حديث جبريل كما قد روى ذلك nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي ، nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود ، كما سنذكره . ويظهر لي : أن [ ص: 232 ] هذا التأويل فيه بعد ; لإنكار nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز على nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة ; حيث قال له : اعلم ما تحدث به يا nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة ! أو أن جبريل هو الذي أقام لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقت الصلاة ؟ . وظاهر هذا الإنكار : أنه لم يكن عنده خبر من حديث إمامة جبريل ، إما لأنه لم يبلغه ، أو بلغه فنسيه ، وكل ذلك جائز عليه . والأولى عندي : أن حجة nindex.php?page=showalam&ids=16561عروة عليه ; إنما هي فيما رواه عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة : من أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي العصر والشمس طالعة في حجرتها قبل أن تظهر . وذكر له حديث جبريل موطئا له ومعلما بأن الأوقات إنما ثبت أصلها بإيقاف جبريل للنبي - صلى الله عليه وسلم - عليها ، وتعيينها له ، والله أعلم .
وقوله : " قبل أن تظهر " ; أي : تعلو وترتفع . والظهور : العلو ، ومنه قول النابغة الجعدي :
بلغنا السماء مجدنا وجدودنا وإنا لنبغي فوق ذلك مظهرا
[ ص: 233 ] أي : مصعدا عاليا . وهذا المعنى قد روي بألفاظ مختلفة ; روي كما ذكرناه ، وروي : لم ترتفع من حجرتها ، وروي : لم يظهر لها فيء بعد . وفي nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : " لم تخرج الشمس من حجرتها " . وكلها محومة على معنى واحد ، وهو : أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يعجل العصر ، وينصرف منها والشمس في وسط الحجرة ، لم تصعد منها في جذرها ، وذلك لسعة ساحتها ، وقصر جدرانها .
وقد أخذ بعض الناس من هذا الحديث : صحة إمامة المفترض بالمتنفل ، وذلك لا يتم حتى يتبين أن جبريل كان متنفلا ، ولا يقدر عليه . وفيه أبواب من الفقه لا تخفى على متأمل ، وسيأتي التنبيه على أكثرها إن شاء الله تعالى .