رواه أحمد ( 4 \ 102 ) ، ومسلم ( 55 ) ، وأبو داود ( 4944 ) ، والنسائي ( 7 \ 156 )
[ ص: 243 ] و (قوله : " الدين النصيحة ") هي مصدر : نصح ينصح ، نصيحة ، ونصحا بضم النون ، فأما نصحت الثوب ، فمصدره : نصحا بفتح النون ; قاله الجوهري . وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : النصيحة كلمة يعبر بها عن جملة هي إرادة الخير للمنصوح له ، وهي في اللغة الإخلاص ; من قولهم : نصحت العسل : إذا صفيته . قال نفطويه : يقال : نصح له الشيء : إذا خلص ، ونصح له القول : أخلصه له .
وقيل : هي مأخوذة من النصح بالفتح ، وهي الخياطة ، والإبرة : المنصحة ، والنصاح : الخيط ، والناصح : الخياط ; فكأن الناصح لأخيه يلم شعثه ويضمه كما تضم الإبرة خرق الثوب .
فالنصح لله تعالى : هو صحة الاعتقاد بالوحدانية لله تعالى ، ووصفه بصفات الإلهية ، وتنزيهه عن النقائص ، والرغبة في محابه ، والبعد عن مساخطه . والنصح لكتاب الله تعالى : هو الإيمان به ، وتحسين تلاوته ، وتفسير معانيه ، وتدبر آياته ، وتوقيره وتعظيمه ، والدعاء إليه ، والذب عنه .
والنصح لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : هو التصديق بنبوته ، والتزام طاعته فيما أمر به ونهى عنه ، وموالاة من والاه ، ومعاداة من عاداه ، وتوقيره وتعزيره ، ومحبته ومحبة آل بيته ، وتعظيم سنته ، وإحياؤها بعد موته ، بروايتها وتصحيحها ، والبحث عنها والتفقه فيها ، والذب عنها ونشرها والدعاء إليها ، والتخلق بأخلاقه الكريمة .