ذكره بأسانيد إلى nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة .
رواه أحمد ( 2 \ 317 و 386 و 479 ) ، والبخاري ( 5578 ) ، ومسلم ( 57 ) ، وأبو داود ( 4689 ) ، والترمذي ( 2627 ) ، والنسائي ( 8 \ 64 ) ، وابن ماجه ( 3936 ) .
(20) ومن باب لا يزني الزاني حين يزني وهو كامل الإيمان
هذه الترجمة مشعرة بأن هذه الأحاديث المذكورة تحتها ليست على ظواهرها ، بل متأولة ، وهي تحتمل وجوها من التأويلات ; أحدها : ما ذكر في الترجمة ، وسيأتي .
والزنى في العرف الشرعي : هو إيلاج فرج محرم ، في فرج محرم شرعا ، مشتهى طبعا ، من حيث هو كذلك ; فتحرزوا بمشتهى طبعا من اللواط وإتيان البهيمة ، وبقوله : من حيث هو كذلك عن وطء المحرمة والصائمة والحائض ; فإنه تحريم من جهة الموانع الخارجية .
و (قوله : " ولا ينتهب أحدكم نهبة ذات شرف ") النهبة والنهبى : اسم لما ينتهب من المال ، أي : يؤخذ من غير قسمة ولا تقدير ، ومنه سميت الغنيمة [ ص: 246 ] نهبى ، كما قال : وأصبنا نهب إبل ، أي : غنيمة إبل ; لأنها تؤخذ من غير تقدير ، يقول العرب : أنهب الرجل ماله فانتهبوه ونهبوه وناهبوه ; قاله الجوهري .
وذات شرف ، أي : ذات قدر ومال ورفعة ، والرواية الصحيحة بالشين المعجمة ، وقد رواه الحربي : سرف بالسين المهملة ، وقال : معناه : ذات مقدار كثير ينكره الناس ; كنهب الفساق في الفتن المال العظيم القدر مما يستعظمه الناس ، بخلاف التمرة والفلس وما لا خطر له .
ولما صحت هذه المعارضة ، تعين تأويل تلك الأحاديث الأول وما في معناها ، وقد اختلف العلماء في ذلك ; فقال حبر القرآن nindex.php?page=showalam&ids=11عبد الله بن عباس : إن ذلك محمول على المستحل لتلك الكبائر . وقيل : معنى ذلك : أن مرتكب تلك الكبائر يسلب عنه اسم الإيمان الكامل أو النافع ، الذي يفيد صاحبه الانزجار عن هذه الكبائر .
وقال الحسن : يسلب عنه اسم المدح الذي سمي به أولياء الله المؤمنون ، ويستحق اسم الذم الذي سمي به المنافقون والفاسقون .
وفي nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : ينزع منه نور الإيمان . وروى في ذلك حديثا مرفوعا ، فقال : من زنى ، نزع الله نور الإيمان من قلبه ، فإن شاء أن يرده إليه ، رده .
قال المؤلف رحمه الله تعالى : وكل هذه التأويلات حسنة ، والحديث قابل لها ، وتأويل nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس هذا أحسنها .
[ ص: 248 ] و (قوله : " والتوبة معروضة بعد ") هذا منه - صلى الله عليه وسلم - إرشاد لمن وقع في كبيرة أو كبائر إلى الطريق التي بها يتخلص ، وهي التوبة . ومعنى كونها معروضة ، أي : عرضها الله تعالى على العباد ، حيث أمرهم بها وأوجبها عليهم ، وأخبر عن نفسه أنه تعالى يقبلها ; كل ذلك فضل من الله تعالى ، ولطف بالعبد ; لما علم الله تعالى من ضعفه عن مقاومة الحوامل على المخالفات ، التي هي : النفس والهوى ، والشيطان الإنسي والجني ، فلما علم الله تعالى أنه يقع في المخالفات ، رحمه بأن أرشده إلى التوبة ، فعرضها عليه وأوجبها ، وأخبر بقبولها . وأيضا : فإنه يجب على النصحاء أن يعرضوها على أهل المعاصي ويعرفوهم بها ، ويوجبوها عليهم ، وبعقوبة الله تعالى لمن تركها ، وذلك كله لطف متصل إلى طلوع الشمس من مغربها ، أو إلى أن يغرغر العبد ; كما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى .
و " بعد " : ظرف مبني على الضم ; لقطعه عن الإضافة لفظا ، وإرادة المضاف ضمنا ، ويقابلها قبل ; كما قال الله تعالى : لله الأمر من قبل ومن بعد [ الروم : 4 ] .