قوله : " متلفعات بمروطهن " ; كذا الرواية الصحيحة بالفاء والعين المهملة ، من التلفع ، وهو تغطية الرأس والجسد . وقد وقع لبعض رواة الموطأ : " متلففات " ; أي : متغطيات . والمروط جمع مرط بكسر الميم ، وهو الكساء .
وقوله : " ما يعرفن من الغلس " ; هو بقايا ظلمة الليل يخالطها بياض الفجر ، قاله الأزهري . وقال nindex.php?page=showalam&ids=14228الخطابي : الغبش - بالباء والشين المعجمة - قبل الغبس - بالسين المهملة - وبعده الغلس - باللام - وكلها في آخر الليل ، ويكون الغبش في أول الليل [أيضا] .
وقوله : " ما يعرفن " ; أي : هن نساء أم رجال . وقيل : لا تعرف أعيانهن وإن عرف أنهن نساء ، وإن كن متكشفات الوجوه . وهذا يدل على أن الغالب من صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصبح إنما كان في أول الوقت ، وكذا قال nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : ثم كانت [ ص: 270 ] صلاته بعد ذلك التغليس حتى مات ، لم يعد إلى أن يسفر " . ويفيد هذا أن صلاة الصبح في أول وقتها أفضل ، وهو مذهب nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي وعامة العلماء ، خلا الكوفيين ، فإن آخر وقتها عندهم أفضل .