( الفاء )
( الفاء العاطفة ) تكون ( لترتيب ) وهو قسمان ، معنوي كقام زيد فعمرو .
وذكري ، وهو عطف مفصل على مجمل هو هو في المعنى كقوله تعالى ( {
فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه } ) ( {
فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم } ) ( {
فانتقمنا منهم فأغرقناهم في اليم } ) ( {
فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة } ) ( {
ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني من أهلي } ) وتقول : توضأ فغسل وجهه . وتقول : قال فأحسن ، وخطب فأوجز ، وأعطى فأجزل
( و ) تأتي الفاء أيضا ل ( تعقيب ) وهو كون الثاني بعد الأول بغير مهلة . فكأن الثاني أخذ بعقب الأول في الجملة ( كل بحسبه عرفا ) يعني أن التعقيب يكون في كل شيء بحسبه . تقول : تزوج فلان فولد له ، إذا لم يكن بينهما إلا مدة الحمل وإن طالت . وقطع به
ابن هشام في مغني اللبيب .
ونقل
الرازي وأتباعه . الإجماع : أنها للترتيب والتعقيب ، لكن قال
nindex.php?page=showalam&ids=11799الفراء : إنها لا تدل على الترتيب ، بل تستعمل في انتفائه . كقوله تعالى ( {
وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا } ) مع أن مجيء البأس مقدم على الإهلاك .
وأجيب بأنها للترتيب الذكري ، أو فيه حذف تقديره : أردنا إهلاكها فجاءها بأسنا . ومثله ( {
فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله } )
( وتأتي ) الفاء أيضا ( سببية ) وهو كثير في عطف الجمل ، كقوله تعالى ( {
فوكزه موسى فقضى عليه } ) ( {
فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه } ) وكذا في عطف الصفات .
كقوله تعالى ( {
لآكلون من شجر من زقوم فمالئون منها البطون فشاربون عليه من الحميم } )
( و ) تأتي أيضا ( رابطة ) للجواب . وذلك في ست مسائل : الأولى أن يكون الجواب جملة اسمية . كقوله تعالى ( {
وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير } ) وقوله ( {
إن تعذبهم فإنهم عبادك [ ص: 76 ] وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم } ) الثانية : أن تكون فعلية ، وهي التي فعلها جامد نحو ( {
إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا فعسى ربي أن يؤتين } ) ( {
إن تبدوا الصدقات فنعما هي } ) ( {
ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا } ) ( {
ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء } ) الثالثة : أن يكون فعلها إنشاء نحو ( {
إن كنتم تحبون الله فاتبعوني } ) ( {
فإن شهدوا فلا تشهد معهم } ) ( {
قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين } ) فيه أمران : الاسمية ، والإنشاء . الرابعة : أن يكون فعلها ماضيا لفظا ومعنى . إما حقيقة نحو ( {
إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل } ) ، ( {
إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين } ) وإما مجازا نحو ( {
ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار } ) نزل هذا الفعل لتحقق وقوعه منزلة ما قد وقع الخامسة : أن تقترن بحرف استقبال نحو ( {
من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم } ) ( {
وما يفعلوا من خير فلن يكفروه } ) السادسة : أن تقترن بحرف له الصدر كقوله :
فإن أهلك فذي لهب لظاه علي يكاد يلتهب التهابا
لما عرف من أن " رب " مقدرة وأن لها الصدر . وأما إتيانها زائدة فاختلفوا فيه فذهب
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه ومن تبعه أنها لا تكون زائدة . وأجازه
الأخفش في الخبر مطلقا . وحكي : أخوك فوجد