(
حتى ، العاطفة للغاية ) نحو قوله تعالى ( {
حتى مطلع الفجر } ) فلا يكون المعطوف بها إلا غاية لما قبلها من زيادة أو نقص نحو : مات الناس حتى الأنبياء ، وقدم الحجاج حتى المشاة
( ولا ترتيب فيها ) فهي كالواو ، فإنك تقول : حفظت القرآن حتى سورة البقرة ، وإن كانت أول
[ ص: 77 ] ما حفظت أو متوسطا وقيل : هي كالفاء . وقيل : كثم
( ويشترط كون معطوفها ) ( جزءا من متبوعه ) نحو قدم الحجاج حتى المشاة ( أو كجزئه ) نحو أعجبتني الجارية حتى حديثها . فإن حديثها ليس بعضا منها ، ولكنه كالبعض ، لأنه معنى ، من معانيها وقد يكون المعطوف بحتى مباينا لمتبوعه في الجنس موافقا له في المعنى فتقدر بعضيته كقوله :
ألقى الصحيفة كي يخفف رحله والزاد حتى نعله ألقاها
لأن المعنى : ألقى ما يثقله حتى نعله
( وتأتي ) حتى ( لتعليل ) كقوله : كلمته حتى يأمر لي بشيء ، وعلامتها : أن يصلح موضعها كي ومنه : أسلم حتى تدخل الجنة .
( وقل ) أن تأتي ( لاستثناء منقطع ) كقوله :
ليس العطاء من الفضول سماحة حتى تجود وما لديك قليل
قال
ابن هشام في المغني "
حتى " تأتي لأحد ثلاثة معان : انتهاء الغاية ، وهو الغالب ، والتعليل ، وبمعنى " إلا " في الاستثناء ، وهو أقلها ، وتستعمل على ثلاثة أوجه : أحدها : أن تكون حرف جر بمنزله " إلى " في المعنى [ والعمل ] . الثاني : أن تكون عاطفة بمنزلة الواو ، إلا أن بينهما فرقا من ثلاثة أوجه . وذكرها الثالث : أن تكون حرف ابتداء ، أي حرفا تبتدأ بعده الجمل ، أي تستأنف .