( في )
( في ) تكون ( لظرف ) زمانا [ ص: 80 ] ومكانا مثالهما قوله تعالى ( {
الم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين } ) فالأولى للمكان ، والثانية للزمان .
وقد يكون الظرف ومظروفه جسمين ، كقولك زيد في الدار . وقد يكونان معنيين ، كقولك : البركة في القناعة . وقد يكون الظرف جسما ، والمظروف معنى كقولك : الإيمان في القلب ، وعكسه نحو قوله تعالى ( {
بل الذين كفروا في تكذيب } ) ( وهي بمعناه ) أي وهي للظرفية ( على قول )
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبي البقاء . وأكثر البصريين ( في ) قوله تعالى ( {
ولأصلبنكم في جذوع النخل } ) وجعلها
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري nindex.php?page=showalam&ids=13926والبيضاوي : للظرف مجازا . كأن الجذع صار ظرفا للمصلوب . لما تمكن عليه تمكن المظروف من الظرف . وقال أكثر الأصحاب : هي بمعنى على ، كقول
الكوفيين وابن مالك ; كقوله تعالى ( {
أم لهم سلم يستمعون فيه } ) أي عليه ، وكقوله تعالى ( {
قل سيروا في الأرض } ) أي : عليها . وكقوله تعالى ( {
أأمنتم من في السماء } ) أي على السماء
( و ) تأتي في ( لاستعلاء ) وتقدم تمثيله ( وتعليل ) نحو قوله تعالى ( {
فذلكن الذي لمتنني فيه } ) أي لأجله .
ومنه ( {
لمسكم فيما أفضتم فيه عذاب عظيم } ) وأنكره
الرازي nindex.php?page=showalam&ids=13926والبيضاوي ( و ) تأتي " في " أيضا ( سببية ) كقوله ( صلى الله عليه وسلم ) : في النفس المؤمنة مائة ، ودخلت امرأة النار في هرة . أي بسبب هرة ( و ) تأتي أيضا ل ( مصاحبة ) نحو قوله تعالى ( {
فخرج على قومه في زينته } ) ( {
ادخلوا في أمم قد خلت } ) أي معهم مصاحبين ( و ) تأتي أيضا ل ( توكيد ) نحو قوله تعالى ( {
وقال اركبوا فيها } ) إذ الركوب يستعمل بدون " في " فهي مزيدة توكيدا ( و ) تأتي أيضا ل ( تعويض ) وهي الزائدة عوضا عن أخرى محذوفة .
كقوله : رغبت فيمن رغبت ، أي فيه
( و ) تأتي في ( بمعنى الباء ) نحو قوله تعالى ( {
يذرؤكم فيه } ) أي يلزمكم به ( و ) تأتي أيضا بمعنى ( إلى ) نحو قوله تعالى ( {
فردوا [ ص: 81 ] أيديهم في أفواههم } ) أي إليها غيظا ( و ) بمعنى ( من ) الجارة ، كقول
امرئ القيس :
وهل يعمن من كان أحدث عهده ثلاثين شهرا في ثلاثة أحوال
أي من ثلاثة أحوال