( سادسها ) : أن
يختلف رواة أحد الحديثين ويتفق رواة الآخر قال .
[ ص: 183 ] أبو منصور : فرواية من لم تختلف طرق رواياته أولى ، وذلك كرواية أكثر الصحابة حديث نصب الزكاة ، أولى من ذكر الاستئناف بعد مائة وعشرين من الإبل ، لأن الاستئناف في إحدى روايتي
nindex.php?page=showalam&ids=8علي ، والرواية الأخرى عنه بخلافه . وحكى في اللمع " فيه وجهين : ( أحدهما ) : تقدم رواية من لم يختلف عليه . و ( الثاني ) : يتعارضان عمن اختلف عليه ، ويتساقطان . وتبقى رواية من لم يختلف .
قلت : وهو في الحقيقة راجع إلى الأول . وجزم
ابن برهان بالأول ثم قال : ومن الناس من قال : اختلاف الرواية ينزل منزلة كثرة الرواة ، لأنه يوافق إحدى الروايتين الأخريين في شيء ، ويستعمل بزيادة ، فكان ذلك ككثرة الرواة . وقيل : اختلاف الرواية لا يقدم على رواية من لم تختلف عنه الرواية ، لأن اختلاف الرواية يكون لحفظ الراوي . قال : ومثال ذلك حديث الاستئناف والاستقرار ، فإن النبي عليه السلام قال : {
إذا بلغت مائة وعشرين استقرت الفريضة }
وأبو بكر يروي الاستقرار . وروي عنه أيضا أنه قال : ( استؤنفت الفريضة ) . ومثله
إلكيا بحديث
وائل {
nindex.php?page=hadith&LINKID=62712أنه عليه الصلاة والسلام كان يضع ركبتيه ثم يديه ثم جبهته وأنفه } ، ولم يختلف الرواة عنه ، فذهب
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي إليه ، وروى حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة مثل ذلك . وروي عنه النهي عن البروك برك الإبل في الصلاة ، أي وضع الركبتين قبل اليدين ، فقال
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي : حديث
وائل انفرد
[ ص: 184 ] من المعارضة فهو أولى من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، وحديثه قد عاضدته إحدى روايتي
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة فهو أولى . قال : ويدخل في هذا نكاح المحرم ، وتخيير
بريرة ، وغير ذلك . وهو راجع إلى الترجيح بكثرة العدد . قال : ومما يقارب هذا ما نقل عن
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي في
ترجيح أحد الخبرين على الآخر إذا كان مثل معنى أحدهما منقولا بألفاظ مختلفة من وجوه ، كرواية
وابصة بن معبد في الصلاة خلف الصف {
nindex.php?page=hadith&LINKID=62713أعد صلاتك ، فإنه لا صلاة لمنفرد خلف الصف } وروى الجمهور أن
أبا بكر وقف بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين الناس ، فكان يؤذنهم بتكبير النبي صلى الله عليه وسلم . وروى من وجه آخر {
أن أبا بكر أحرم خلف الصف ثم تقدم فدخل فيه ، ولم يأمره بإعادة . ووقف أعرابي على يسار الرسول ، فأداره عن يمينه } . وروي {
nindex.php?page=hadith&LINKID=62715أنه عليه الصلاة والسلام أم nindex.php?page=showalam&ids=9أنسا وعجوزا منفردة خلف nindex.php?page=showalam&ids=9أنس } ، فتقدم على رواية
وابصة . وهو يرجع أيضا إلى الترجيح بكثرة العدد . .