[ ص: 206 ] [ بعد
قول من أنكر وجود النص ]
ومقابل هذا في البعد قول من أنكر وجود النص ، وحكاه
الباجي عن
أبي محمد بن اللبان الأصفهاني ، وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=11872القاضي أبو الطيب الطبري عن
nindex.php?page=showalam&ids=12094أبي علي الطبري أنه قال : يعز وجود النص إلا أن يكون كقوله تعالى : {
يا أيها النبي } و {
قل هو الله أحد } قال : والصحيح : خلافه .
قال في المنخول " : قال الأصوليون :
لا يوجد النص في الكتاب والسنة إلا في ألفاظ متعددة ، كقوله تعالى : {
قل هو الله أحد } {
محمد رسول الله } وقوله عليه السلام : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=62361اغد يا أنيس إلى امرأة هذا } وقوله : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=62362ولا يجزي عن أحد بعدك } .
قال : وأما
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي فإنه يسمي الظاهر نصا ، ثم
قسم النص إلى ما يقبل التأويل وإلى ما لا يقبله .
قال : والمختار عندنا أن النص ما لا يتطرق إليه تأويل .
وتسمية الظاهر نصا صحيح لغة وشرعا ، لأنه ظاهر اللفظ .
قال : وقال
الأستاذ أبو إسحاق : الظاهر هو المجاز والنص هو الحقيقة . ا هـ .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=11975القاضي أبو حامد المروزي : النص ما عري لفظه عن الشركة ، وخلص معناه من الشبهة ، حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=11872القاضي أبو الطيب ،
[ ص: 207 ] وابن الصباغ ، وقيل : هو الذي لا يحتمل إلا معنى واحدا ، وقيل : التطوع على المراد .
وقيل : ما استوى ظاهره وباطنه ، حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=16392الأستاذ أبو منصور قال : وإنما تصح هذه الأقوال على القول بأن الظاهر المجمل والعموم ليس بنص .
قال : والصحيح في حد النص عندنا : أنه الدال على الحكم باسم المحكوم فيه سواء كان ذلك النص محتملا للتأويل والتخصيص أو غير محتمل ، قال : وإلى هذا ذهب
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، وأشار إليه في كتاب الرسالة " ، وكذلك حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=15071أبو الحسن الكرخي عن أصحاب الرأي . وعلى هذا الأصل يكون العموم نصا ، وكذلك المجمل في الإيجاب ، وإن كان مجملا في صفة الواجب أو مقداره أو وقته .
وقال في كتاب التحصيل " : اختلف أصحابنا في
تسمية العموم والظواهر المحتملة نصوصا ، فقيل : إنه مختص بالذي لا يحتمل التخصيص كقوله عليه الصلاة والسلام : {
nindex.php?page=hadith&LINKID=62363ولن تجزئ عن أحد بعدك } .
وقال الجمهور : إن
العموم والظواهر كلها نصوص .