[
الفرق بين النص والظاهر ]
وقال
الروياني في البحر " في الفرق بين النص والظاهر وجهان :
أحدهما : أن النص ما كان لفظه دليله ، والظاهر : ما سبق مراده إلى فهم سامعه .
والثاني : النص ما لم يتوجه إليه احتمال ، والظاهر ما توجه إليه احتمال . وقال
أبو نصر بن القشيري : اختلف الناس في النص ، فقيل : ما لا
[ ص: 208 ] يتطرق إليه تأويل ، وقيل : ما استوى ظاهره وباطنه ، ونوقض بالفحوى ، فإنها تقع نصا وإن لم يكن معناه مصرحا به لفظا ، وأجيب بأنه لا استقلال له ، ثم صار الصائرون إلى عزة النصوص في الكتاب حتى لا يوجد إلا قوله : {
قل هو الله أحد } و {
محمد رسول الله } وفي السنة {
nindex.php?page=hadith&LINKID=62364لن تجزئ عن أحد بعدك } و {
nindex.php?page=hadith&LINKID=62361اغد يا أنيس إلى امرأة هذا } وهذا ليس بشيء ، بل كل ما أفاد معنى على قطع مع انحسام التأويل فهو نص .
nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي قد يسمي الظاهر نصا في مجاري كلامه ، وهو صحيح في وضع اللغة ، لأن النص من الظهور ولكن الاصطلاح ما ذكرنا .
قال :
ويلتحق بالنص ما حذف من الكلام لدلالة الباقي على المحذوف ، ولكن لا يشك في معناه ، كقوله تعالى : {
فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر } فإن معناه : فأفطر . وأما الظاهر ، فقال
القاضي : هو لفظة معقولة المعنى لها حقيقة ومجاز ، فإذا وردت على حقيقتها كانت ظاهرا ، وإن عدلت إلى جهة المجاز كانت مؤولة . وهذا صحيح في بعض الظواهر .
وقال
الأستاذ أبو إسحاق : الظاهر لفظ معقول يبتدر إلى فهم البصير
[ ص: 209 ] لجهة يفهم الفاهم منه معنى ، وله عنده وجه في التأويل مسوغ لا يبتدره الفهم .
قال
ابن القشيري : وهذا أمثل .
قال : ومن الظواهر مطلق صيغ الأمر ، فإن ظاهره الوجوب ، ومنه صيغ العموم وفحوى الخطاب لا يدخله التخصيص والتأويل ، لأنه نص .
قال : والظهور قد يقع في الأسماء وفي الأفعال والحروف مثل " إلى " ، فإنه ظاهر في التحديد والغاية ، مؤول في الحمل على الجمع .