[ ص: 286 ] وينقسم إلى طبيعي ومنطقي وعقلي ، لأنا إذا قلنا : الإنسان حيوان مثلا ، وأنه كلي وأردت الحصة من الحيوانية التي شارك باعتبارها الإنسان غيره فطبيعي وهو موجود في الخارج ، لأنه جزء من الإنسان الموجود وجزء الموجود موجود ، وإن أردت به أنه غير مانع من الشركة فهو المنطقي ، ولا وجود له في الخارج لاشتماله على ما لا يتناهى .
وقيل : بل هو موجود . ومدرك الخلاف في أن الإضافة هل لها وجود في الأعيان ؟ والكلي المنطقي نوع من مقولة المضاف .
قال
الإمام فخر الدين : ونازعه
ابن واصل ، وقال : بل الكلي المنطقي لا وجود له في الأعيان سواء قلنا : إن الإضافة موجودة في الأعيان أم لا ، لأن الكلي الطبيعي موجود في الخارج ، فلو كان المنطقي موجودا في الخارج ، كان المركب منهما ضرورة موجودا في الخارج والمركب منهما هو الكلي العقلي ، فيكون أيضا موجودا في الخارج لتركبه من جزأين موجودين ، وسنبين أنه ليس كذلك . ا هـ .
وإن أردت الأمرين أعني الحيوانية التي وقعت بها الشركة مع كونها غير مانعة فهو العقلي فعند الحكماء : أنه موجود في الذهن لا في الخارج .
قاله
ابن واصل ، وحكى غيره في وجوده في الخارج خلافا أيضا ، والصحيح : أنه لا وجود له لاشتماله على ما لا يتناهى ، وهو غير متشخص . وزعم
أفلاطون أنه موجود في الأعيان وأن الإنسان الكلي موجود في الخارج .