الرابع : في
تقسيمه : وهو أصغر وأكبر وأوسط ، فالأصغر : ما كانت الحروف الأصلية فيه مستوية في التركيب ، نحو ضرب يضرب فهو ضارب ومضروب .
والأكبر ما كانت الحروف فيه غير مرتبة كالتراكيب الستة في كل من جهة دلالتها على القوة ، فترد مادة اللفظين فصاعدا إلى معنى واحد ، ونحو
[ ص: 317 ] ما ذهب إليه
nindex.php?page=showalam&ids=13042ابن جني من عقد التغاليب الستة في القول على معنى السرعة والخفة نحو القول والقلو والولق والوقل واللوق ، وكذلك الكلام على الشدة كالملك والكمل واللكم .
قال
الشيخ أبو حيان : ولم يقل بهذا الاشتقاق الأكبر أحد من النحويين إلا
أبا الفتح ، وحكي عن
nindex.php?page=showalam&ids=12095أبي علي الفارسي أنه كان يتأنس به في بعض المواضع .
قال
أبو حيان : والصحيح أن هذا الاشتقاق غير معول عليه لعدم اطراده .
قلت : قد ذهب إليه
أبو الحسن بن فارس ، وبنى عليه كتابه المقاييس في اللغة ، فيرد تراكيب المادة المختلفة إلى معنى واحد مشترك بينهما ، وقد يكون ظاهرا في بعضها خفيا في البعض ، فيحتاج في رده إلى ذلك المعنى إلى تلطف واتساع في اللغة ، ومعرفة المناسبات . مثاله : من مادة " ص ر ب " تصبر وتربص وتبصر ، والتراكيب الثلاثة راجعة إلى معنى التأني نحو : تصبر على فلان إنه معسر ثم طالبه و [ قول الشاعر ] :
تربص بها ريب المنون لعلها تطلق يوما أو يموت حليلها
ومن مادة " ع ب ر " عبر وربع وبعر وبرع ورعب ، وهذه المادة ترجع إلى معنى الانتقال والمجاوزة ، ومن ذلك " ح س د " حسد ، دحس وحدس ترجع إلى معنى التضييق ، والحدس جودة الفراسة وإصابتها ، لأن الحادس يضيق مجال الحكم حتى يتعين له محكوم واحد .
وأما الأوسط : فهو أن تتفق أكثر حروف الكلمة كفلق وفلح وفلد يدل على الشق ، ووقع هذا في كلام
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري في مواضع .