[ التنبيه ] الرابع
أنهم جعلوا
من أركان الاشتقاق المشاركة بين الأصل والفرع في الحروف الأصلية والتغيير ، ثم جعلوا
من أقسام التغيير نقصان الحروف ، وذلك تناقض في الظاهر فإنه متى نقصنا أحد الحروف المشتق من المشتق منه زالت المشاركة بينهما في الحروف .
وأجاب
ابن جعفر بأمرين :
أحدهما : أن المشاركة بينهما في الحروف الأصلية قد تكون بحق الأصل ، ثم يطرأ النقصان العارض نقيضه كقولنا : خف من الخوف ، ونم من النوم ، فإن الواو سقطت فيهما بعد انقلابهما ألفا لعارض التقاء الساكنين ، فالمشاركة فيهما حاصلة بالفعل ، لحصولهما في الأصل قبل طرو الحذف العارض .
الثاني : أن المصادر ذوات الزيادة كالإنبات والغشيان والنزوان إذا اشتققنا منها أفعالا كنبت وغشي ونزا حصلت المشاركة بينها وبين المصادر في الحروف الأصلية ، ووفر التغير بنقصان الحرف الزائد فقد صدق بمجموع الأمرين فيهما أعني المشاركة مع النقصان ، فإنا لم نشترط المشاركة في الحروف الأصلية مع نقصان حرف أصلي .