مسألة
وقد يطرد بأن يطلق على كل صورة وجد فيها معنى المشتق منه كاسم الفاعل والمفعول وغيرهما من الصفات ، كضارب ومضروب وحسن ، وقد يختص كالقارورة لا يطلق على غير الزجاجة .
والضابط : أن المطرد ما كان لذات ، قصد فيه المعنى ، والمختص ما
[ ص: 335 ] قصد مجرد الذات ، والمعنى تابع ، وقد يقال : إن وجود معنى الأصل في كل التسمية قد تعتبر من حيث إنه دخل في التسمية ، والمراد ذات ما باعتبار نسبة له إليها ، فهذا يطرد في كل ذات فيه معنى الأصل كالأحمر فإنه لذات باعتبار أن الحمرة داخلة فيه ، وقد يعتبر من حيث إنه مصحح للتسمية مرجح لها كتسمية الذات التي له الحمرة بالأحمر ، لكونها أحمر ، لكن لا باعتبار دخول الحمرة في مسماه ، ولهذا لو زالت حمرته يصح إطلاق الأحمر عليه بخلاف الاعتبار الأول .
وهذا مستمد من قول
السكاكي : وإياك والتسوية بين تسمية إنسان له حمرة بأحمر ، وبين وصفه بأحمر أن تزل ، فإن اعتبار المعنى في التسمية لترجيح الاسم على غيره حال تخصيصه بالمسمى واعتبار المعنى في الوصف لصحة إطلاقه عليه فأين أحدهما من الآخر ؟
وحاصله : الفرق بين تسمية الغير لوجوده فيه أو بوجوده فيه ، فهو مع اللام إشارة إلى العلمية ، ومع الباء إشارة إلى المصاحبة .